Wednesday, April 20, 2005

هويدا طه :القضاة مع الشارع.. ومطار شرم الشيخ في حالة تأهب!

مقال جميل جدا ل هويدا طه تفضح فيه موقف جماعة الإخوان المسلمون منقول عن القدس العربي
خلال ربع قرن مضي كانت أخبار مصر هامشية باردة.. في وكالات الأنباء وسائر وسائل الإعلام غير المصرية، فلم يكن هناك شيء مثير للجدل مما يحدث في بر مصر، كان هناك صوت واحد يخرج من هذا البلد.. هو صوت مبارك ونظامه.. الذي لم يصدر طوال تلك السنوات إلا طنينا، لا يثير اهتمام أحدٍ في العالم، وضعفت قيمة مصر الدولية بسبب ضعف نظامها الحاكم.. حتي لم يعد المجتمع الدولي يقيم لها وزنا، فتجرأت عليها ـ ليس فقط دول صغري ـ وإنما حتي منظمات وجمعيات خيرية مجهولة! وظن الجميع بمن فيهم كثير من المصريين أنفسهم.. ألا حياة هناك.. وأن هذا الشعب لا يشبه الشعوب الأخري.. التي تغضب وتثور في غرب العالم وشرقه، ثم تأسست الحركة المصرية للتغيير.. فلم تعرها وكالات الأنباء ـ كالعادة ـ اهتماما، وعندما خرج بضع مئات من مؤسسي الحركة إلي الشارع.. رافعين شعار كفاية ضد هذا النظام البوليسي.. فوجئت وكالات الأنباء، لكنها نقلت الخبر علي اية حال.. وكأنه (حادثة طريفة)! ثم تكرر (الخروج) .. فبدأت وسائل الإعلام في الانتباه، لكن ـ وبتحفظٍ إعلامي ـ راحت الأخبار تُنقل بترقبٍ من نوع ٍ ما، ثم تسارعت وتيرة نقل الأخبار.. وبدأت التحليلات تتوالي ـ وإن ظلت متحفظة ـ حول تلك(الحركة الوليدة) في القاهرة، وشرعت قنوات التليفزيون الغربية في فتح الملف المصري بجرأة أكثر.. بينما استمر تحفظ الفضائيات العربية، ربما لحساباتها مع الحكومة المصرية.. تحفظ لا يتناسب وحجم حدثٍ جلل يحدث في قلب العالم العربي! لكن مع توالي التظاهر السلمي المنظم الذي تدعو إليه الحركة.. صار شعار كفاية.. أكبر من أن يتم تجاهله! وذاع صيته في أرجاء العالم عموما.. والوطن العربي خصوصا، وتحول إلي (مفهوم جديد) يضاف إلي مفاهيم التغيير في المنطقة، وبدأ أخيرا الاهتمام بالمتابعة الدقيقة لما يجري علي أرض مصر، ليجيء الأسبوع الأخير.. حاملا ما لا يمكن تمريره.. كأخبار عادية!
ذلك أن حركة الشارع المصري فاجأت وكالات الأنباء بمواقف ثلاثة تثير الانتباه، موقف القضاة وأساتذة الجامعة ـ بما لهم من مكانة كبيرة في المجتمع ـ حيث بدأوا بالانضمام إلي (الخارجين) علي النظام، وموقف الإخوان المسلمين.. إذ بدأوا (يغدرون) كعادتهم التاريخية في طعن الحركات الوطنية، وموقف الموالين للنظام.. فقد بدأوا يظهرون ارتباكا.. ثم صمتا حائرا.. فبعضا من تراجع!.. لعلهم أدركوا أن النظام الذي نافقوه علي حساب نداء الشارع.. ينكشف ظهره رويدا رويدا.. حتي يكاد يتركهم وراءه.. عراة!
أما القضاة.. فقد أعلنوا رفضهم لدور ٍ صوري في الانتخابات المقبلة.. ويطالبون بحسم.. وبعندٍ جميل تفتقده مصر من ابنائها منذ زمنٍ بعيد.. بأن تترك لهم بالكامل.. مهمة مراقبة الانتخابات، بدءاً بإعداد كشوف وجداول الناخبين وحتي مراقبة كل صندوق اقتراع وكل مركز تصويت، حتي عندما طالبهم المجلس الأعلي للقضاء (الذي يعينه الرئيس) بعدم إقحام القضاء في السياسة.. كان رد مجموعة القضاة السكندريين الذين يتصدون لهذا الخروج القضائي الجميل.. أنهم جزء من هذا الشعب.. وواجبهم من موقعهم كقضاة.. المساهمة بل الإشراف.. علي أهم لحظة في تاريخه.. يتوقف عليها مستقبل الشعب والوطن، أما أساتذة الجامعة.. فقد نقلت وكالات الأنباء خبر نيتهم الاعتصام جماعيا، مساندة لمطالب التغيير(الحقيقي) التي انطلقت في الشارع المصري.. ثم يأتي موقف جماعة الإخوان المسلمين، هؤلاء الذين كانوا علي مدي عقود.. يحركون الشارع المصري البائس للتظاهر من أجل تيمور الشرقية! وزرعوا في نفوس كثير من الشباب.. أن الجنة ستفتح لهم أبوابها إن هم ماتوا فداء لأفغانستان! ولم يحركوا ساكنا ذات يوم لأجل مطالب المصريين، وعندما تجرأت حركة كفاية وخرجت إلي الشارع حاملة هموم المصريين لا هموم التيموريين، تقدمت الجماعة المذكورة كي (تختطف) الجرأة الوطنية، ونزلت إلي الشارع تحمل العلم المصري، هذا في حد ذاته لا يدان.. فالوطن للجميع.. لكن المتابعة الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين، تظهر أنها بدأت تغازل النظام، عندما بدأت تدين تظاهرات حركة كفاية مدعية ـ كما النظام تماما ـ أن تظاهر أعضاء الحركة يثير الفوضي في الشارع! هذا الغدر بالحركة الوطنية ليس الأول في تاريخ تلك الجماعة التي ابتليت بها مصر، فقد فعلوها من قبل عندما غدروا (بلجنة العمال والطلبة) عام 1946، وساندوا القصر الملكي ضد تلك الحركة الوطنية، وإذا كانت وسائل الإعلام تهتم بهذا التغيير النوعي في موقفهم تجاه المطالب الشعبية والمطالبين بها.. فإن مغازلة الولايات المتحدة لن تغيب عنهم في المرحلة الإعلامية المقبلة.. والأيام بيننا!
الموقف الأكثر طرافة هو ذلك التغير في لهجة (بعض) الموالاة! باستعارة هذا المصطلح مؤقتا من الحياة السياسية اللبنانية.. فالموالون للنظام عودونا علي سماع صراخهم.. في الفضائيات والجرائد.. ضد كل مطلب شعبي بالتغيير.. ومنذ أيام قالوا عن حركة كفاية أنها تابعة لأمريكا، لكن أحد أبطالهم، والمشهور علي الفضائيات بالحماس سبا وشتما في أمريكا بينما وفي نفس الوقت يقول ـ بلا خجل ـ إن مبارك يتصدي لها(عجبي!) ما لبث أن بدأ يستقرأ نمو الحركة الوطنية في مصر.. ويستشرف ملامح مستقبل.. سيكون فيه من (العراة) إذا استمر في مهاجمة حركة الشارع، فراح يحاول مسك العصا من وسطها.. وقال علي إحدي الفضائيات: إن الشارع المصري يغلي مطالبا بالتغيير.. وآمل أن يستجيب الرئيس ! ربما قصد أن يضمن لنفسه أحد الحسنيين! لكن اللحظة الحالية لا تحتمل ذلك النوع المائع من الرهان.. ففي ظل تواتر الأنباء بأن الريس أمام ضجيج الشارع.. يبتعد شيئا فشيئا عن القاهرة!.. لا تحتمل اللحظة من المصري إلا أن يكون في واحدٍ من موقعين.. إما الشارع.. مع المطالبين بالتغيير.. أو.. حواف مطار شرم الشيخ!.. ليراقب نادما.. الطائرة المصرية رقم واحد.. تلفظه خارجها لتتركه وحيدا بلا أجنحة.. بينما هي في انتظار(لحظة ما) علي أهب الاستعداد.... للطيران!!

القدس العربي

5 comments:

Anonymous said...

النظام المصرى يلجأ الان الى الطرق الصوفيه فى محاولة للعثور على مؤيدين وانصار فهل سيتجه النظام المصرى الى التصوف والزهد .. هل سيزهدون فى متاع الدنيا ويردون الى الشعب المصرى المليارات التى سرقوها والقصور التى يعيشون فيها هل سيترك حسنى مبارك شرم الشيخ ويعسش امام جامع الحسين او قهوة المجاذيب .. ياريت !!

Anonymous said...

تدعو الحركة المصرية من أجل التغيير

(كفايــــــــة)



جماهير الشعب المصري للتجمع الساعة ( الواحدة ظهراً )،



يوم الأربعاء (27أبريل2005) في 13 محافظة.



تحت علم مصر.. دفاعاً عن مستقبل أفضل لأبنائهم،



ودعماً لمطالب الحركة بتشكيل



(لجنة وطنية لصياغة دستور جديد للبلاد،

وحكومة محايدة لإدارة البلاد لفترة إنتقالية، وللإشراف على أية إنتخابات).



للإستفسار عن أية معلومات ، يرجى الإتصال برقم 0106398897

عابر سبيل said...

منتهى الإفلاس السياسي أن يلجأ نظام مولانا الخضر مبارك لحشد أي مؤيدين له ولو كانوا من مجاذيب السيدة والحسين ، ياناس هذا النظام يحتضر وهو في النزع الأخير ولكنها حلاوة روح ، فمنذ متى كان للدراويش الغارقون في الفتة رأي فيما يحدث ، إنها والله اجمل نكتة سمعتها هذا العام ، ولسه ياما هنشوف

عابر سبيل said...

منتهى الإفلاس السياسي أن يلجأ نظام مولانا الخضر مبارك لحشد أي مؤيدين له ولو كانوا من مجاذيب السيدة والحسين ، ياناس هذا النظام يحتضر وهو في النزع الأخير ولكنها حلاوة روح ، فمنذ متى كان للدراويش الغارقون في الفتة رأي فيما يحدث ، إنها والله اجمل نكتة سمعتها هذا العام ، ولسه ياما هنشوف

العدل والمشورة said...

طنطاوي والشلة في الازهر
اجتمعو علي ان يكون الاقرب الي السلطه منهم
اعز الي الله
فاختارو المنوفي مكرهين
عشان العلاوات ونزور الجوامع وزكاة الاعياد
لازم حد يعرف يحولها دولا رات
كفايه احنا نريدها بالمصرى
وليس في البنوك الربوية