Tuesday, April 12, 2005

المنتحرون


قالت لي أمي اليوم تداعبني عندما قرأت أن
التحقيقات قد توصلت أخيرا إلى ان منفذ عمليةالتفجير في الحسين
هو شاب عمرة 18 عاما طالبا بكلية الهندسة "شوفتي بتوع هندسة كلهم متعبين إزاي"

كانوا فرحنين أوي في الجرنال
أن الداخلية توصلوا لشخصية "الإرهابي" في وقت قصير و كتبوا ببجاحة شديدة أنهم إحتجزوا أمه و خاله و عيلته كلها
و في أول صفحة في الأهرام حطين صورة بشعة للطفل الجاني و هو مشوه و قد أكملوا بشطارتهم
باقي ملامحة بالكمبيوتر
(مش بيحطوا صور لحسني مبارك دلوقتي بقالهم مده؟؟!!! كأنهم بيأهلونا أنه خلاص مش حيبقى الرئيس القادم أمين يا رب)

إذن الشاب ليس منضما لأي تنظيم ولا جماعة
إنها كارثة مفجعة أن يصل شابا بل قل طفلا لهذه المرحلة
إن هذاالشاب الطفل هو مجني عليه قبل أن يكون جاني ,قالوا من يعرفوه كما ذكر الجرنال أن الشاب
الطفل كان هادئا في حاله و ملوش في أي إتجاهات سياسية و قد أصاب الجميع بالذهول
عندما علمواة أن هذا الشاب الهادىء الوديع قد فجر نفسة بقنبلة مسامير صنعها بيده
البريئة الصغيرة لا أعرف من المسئول أن يتحول أطفالنا لقتله؟؟!! و لماذا؟ لا اقوى أن اقول عليه إرهابي
فلم أعد أعرف من هوالإرهابي .
وجدوا على جهاز الكمبيوتر الخاص به ملفات عن الجهاد السلفي
أتساءل أيكفي هذا كي يدفع شابا لقتل نفسة و قتل الأخرين؟؟!!!
لا أريد أن أغلت على احد و أسفة إن كان كلامي قد يبدو متشائما و لكن الحقيقة المؤلمة التي أرها أنه
يوم بعد يوم يذهب المصريون و الشباب في حالات إنتحار مختلفة
فالبعض ينتحر عقليا بالجري ورا شهواته و بإنشغاله الكامل بالأغاني و الموبايل رنات و لوجوهات و بالشات و بالتظبيط وما هو أكثرمن ذلك
او بإنزواءة في مكانه ليلا نهارا محبطا يأسا لا يعرف لماذا هو يعيش و ماذا يفعل بدنيته و
قد تتلقفة أيدي خبيثة فتستغله وتملىء عقلة بأفكار متطرفة
والبعض ينتحر في البحر محاولا الفرار من نار العيشة في مصر لأروبا فيموت غرقا و لو ممتش غرقا يموت
في عربية الترحيلات لو إتقفش او لو وصل أروبا تموت كرامته من البهدلة و يموت هو من الجوع في الغربة.
و البعض قد يرمي نفسة في النيل منتحرا لانه لا يستطيع أن يفي بأقل إحتياجات أسرته.
و الأن هناك من ينتحر مفجرا نفسة في الأخرين .
إنه اليأس و الإحباط في بلد تمكن منها المثلث القاتل الفقر والجهل و المرض.
هل ننتظر المزيد ؟و هل سنرى المزيد من المنتحرين بين قنابل المسامير والبحر و النيل
لأنهم سأموا ما يرونه من ظلم و قهر لانهم ياسوا و لا يجدون ففضلوا الموت متصورين أن فيه راحتهم .
سترك يا رب

No comments: