يا "بدون" يا ابن " البدون

إمشي يا "بدون" يا ابن البدون , لا تتعجبوا يا أهل مصر من هذة الجملة التي قد تبدو غريبة علي بعضكم
و قد تثير تسألكم فتقولوا : إيه ده إحنا مش فهمين حاجة هي قصدها إيه؟ إيه بدون دي ؟
و بدون إيه بالضبط؟ هي بدون دي شتيمة ولا إيه؟
و حتى أريحكم و أرد على تسألتكم و أهدي سركم و أخمد إستغرابكم أقول لكم : نعم هي شتيمة
فعلا أو نوع من أنواع السب العنصري الموجود في دول الخليج العربي فعندما يكون الشخص "بدون" فهو يفقد جميع الحقوق و يعامل معاملة لا إنسانية فكلمة بدون تطلق على الأفراد الذين يعيشون في دولة و لا يحملون جنسيتها أو اي جنسية أخرى فهم بدون جنسية ,بدون وطن أو مواطنة و بالتالي بدون حقوق أو أي إمتيازات في تلك الدول
أول مرة سمعت عن تلك الكلمة كانت منذ بضعة أشهر من صديقة لي ذهبت للعمل بدولة الكويت و
هناك كانت تسمع من يستخدمون تلك الكلمة "بدون" كنوع من أنواع السب فيكون الشخص البدون كأنه نكرة او كمريض الجرب لا يجب التعامل معه أو الإقتراب منه !!! و حكت لي أيضا عن مأساة شاب أحب فتاة و أراد الإرتباط
بها و لكن للأسف عايرة والد الفتاة و رفضه لأن هذا الشاب كان "بدون" و أصاب الشاب اليأس و الإحباط
حتى الأطفال في المدارس يعايرون الطفل البدون ,

نعم حتى الأطفال فهناك الطفل "البدون" و الامراة "البدون " و الرجل "البدون"
إن معاناة البدون يومية و متعددة و كبيرة نتيجة لفقدهم حقوق المواطنة و ترفض الدول العربية مثل الكويت و السعودية أن تعترف بهؤلاء ممن تصفهم ب "البدون" بالرغم من أنها تتركهم يعيشون على أراضيها و ذلك لأنها بحاجة ماسة إليهم كقوة عاملة في شتى المجالات شايفين العنصرية و الإستعباد ,
و من المعروف أن دول الخليج العربي تعاني الفقر الشديد في الموارد البشرية و ذوي الكفاءات للعمل
و لذلك تلجأ دائما لإستيراد و في بعض الاحيان إستعباد أجناس أخرى و بشر أخرون للعمل لديها
و بالرغم من أن الفرد البدون قد يكون قد ولد هو أبوه و جده في هذة البلد إلا أنه يظل بدون جنسية
حيث أن الجد لم يتقدم بطلب الجنسية عندما بدأت تلك الدول بالعمل بقوانين الجنسية و تنظيم الحقوق
بعد أن كانت قبائل بدائية بدوية لا تعرف شكل الدولة المنظمة
و قد تفاقمت مشكلة البدون بعد حرب الخليج حيث تشك دولة الكويت أن بعض من العراقيين قد أخفوا
ما يثبت جنسيتهم ليحصلوا على الجنسية الكويتية و يعيشون في الكويت .
أرى أن مبررات الرفض للإعتراف بمواطنة "البدون" هي مبرارات تافهه و إن هذا الرفض هو عنصرية .
إن إستعباد الأخرون و إهدار حقوقهم شيء قاسي و أعتقد أن على الدول التي بها تلك المشكلة أن تحلها بطريقة سلمية
قبل أن تتفاقم و تنفجر في وجوهم فلو تذكر هؤلاء أننا لا نملك ذرة تراب في هذة الأرض و أنها
أرض الله و يجب أن تكون لخلق الله لتخلوا عن عنصريتهم .
لا أعرف لماذا هناك نوعا من التجاهل أو التعتيم أو عدم الإهتمام بتلك القضية المتعلقة بحقوق الإنسان في الوطن العربي و العالم .
قلبي مع هولاء الذين يعانون من تلك العنصرية و أرجو أن يكن بإستطاعتهم أن
يجاهدوا سلميا للحصول علي حقوقهم فينشروا قضيتهم على العالم كله و في المنظمات الدولية
و يضغطون سياسيا للإعتراف بمواطنتهم ليس الأمر سهلا و لكن لا أملك إلا أن أقول لهم ناضلوا و إصبروا.
أمنيتي في النهاية أتمنى من أعماق قلبي أن يغلقوا جامعة الدول العربية التي لا تشعر بنا او بأي عربي في أي مكان
فليس لها في التاريخ حدثا غير يوم إفتتاحها و لنجعل لها حدثا أخر و هو حدث إغلاقها
و تحويلها لضريح و مقام للشجب و الندب نذهب إليه لنبكي و نولول و ندب حظنا و نلقي بخطابات
الشكوى حول مقامها .