بعيداً عن موقف الأمن و"الأصبع الوسطى" للفكر الجديد.
مظاهرة "شبرا مصر".. الشارع ينتظر من يقوده
"شبرا مصر"..هكذا عرفناه"ها" تميزاً عن مئات "الشبراوات" في مصر.
نشأ مع تأسيس (محمد علي) مصر الحديثة، وأرتبط في ذاكرتنا بالطبقة الوسطي، رغم تكونه بداية على أيدي الأثرياء.
لـ"شبرا مصر" في ذاكرة من عاشوها ومن اقتربوا منها طبيعة خاصة، بيئة مُنفتحة.. أكثر تقدماً إجتماعياً.. قادرة على إحتضان نماذج لثقافات مختلفة، والأهم تجلي"الوحدة" فيها بين عنصري الأمة.. دائماً ما تقفز مع "إسمه/إسمها".. الحي/الشارع/الحته، نماذج تعايش وتداخل بين "العنصرين" تجاوزت كل ما مر بالوطن من أزمات.
لـ"شبرا مصر" صورة أخرى موازية.. شعبية، "ولد بيكلم بنت على التلتوار" كما أبدع الإبنودي.. وشقاوة شبابها و أدب الصياعة.. و جمال ورقة بناتها. ومنها خرجت.. وفيها عاشت أسماء، ظلت وفية لـ"روح" المكان، تتذكرها في أفلامها(يوم حلو ويوم مر) لخيري بشارة و(أحلا الأوقات) لهالة خليل و(فيلم هندي) لمنير راضي... وقبلها(بداية ونهاية) لصلاح أبوسيف. وكتابات.. رواية (شبرا) لنعيم صبري، وإبداعات فتحي غانم، خاصة روايته التي تحولت إلى مسلسل/ مشكلة تكشف عن تشوهات ألقت بظلالها على الوطن كله..(بنت من شبرا)، ومذكرات المؤرخ/المفكر رؤوف عباس(مشيناها خطاً كُتبت علينا)، ودراسات وأبحاث المؤرخ محمد عفيفي المُنشغلة بـ"شبرامصر".. كـ"حالة تاريخية إجتماعية ثقافية".. وكـ"تلخيص" لمصر مأمولة ومأزومة.
"ياأهل شبرا.. ياوحدة".. شعار الدعوة للتظاهرة التي شهدها الشارع، بدأت السادسة بعد عصر الأربعاء.. تذكيراً بفضيحة هتك الاعراض التي إرتكبها مجرموا "الفكر الجديد" يوم الأر بعاء الأسود.
إهتمت "كل" وسائل الإعلام العربية والأجنبية بالمظاهرة.. لكنها توقفت، فقط، هي وصحف بريطانية وأمريكية عند مشهد واحد.. موقف الأمن منها. ولم يلتفت أحد لدلالات كثيرة شهدتها المظاهرة.. أولها "المكان" بطبيعته الإجتماعية الخاصة، والأهم.. أن المقولة التي يُصر البعض عليها منذ أشهر لها وجودها الواقعي.."الشارع ينتظر من يقوده".
بدأت المظاهرة بحوالي"150" ناشطاً، وإنتهت بأكثر من "1500" متظاهر.. قطاع هتف "ضد مبارك".. وآخر أكتفى بالتحرك مع النشطاء مستمعاً لهتافاتهم.. لكنه "تحرك" معهم نصف كيلو متر تقريباً ذهابا وعودة في الشارع.
تروي"شيماء سعيد".. الفتاة المحجبة وغير المسيسة كيف أنهم لم يجدوا صعوبة كبيرة في إقناع فتيات بالإنضمام للمظاهرة.. نقاش سريع مع تردد ثم حسم الموقف بـ"الإنضمام". نفس السيناريو تكرر مع "الشاب "محمد توفيق" القادم من مُدن القنال، وصف لنا "تردد الأرجل.. وسير البعض لخطوات مُنصرفين ثم إلتفاتهم للخلف مُنضمين للمظاهرة". ويرصد موقع (الوعي المصري) بكاميرا وائل عباس "تطور موقف الناس"، فُرجة مع علامات دهشة على الوجه وإستفسار.. ثم إنضمام تدريجي للمظاهرة.
دعوات "إنضمام" تُلبى من المئات ومعها حلقات نقاش عقب إنتهاء المظاهرة، فتحها الناشطون فوق محطة مترو أنفاق روض الفرج.. وعلى مقهى شعبي وعلى محطتي أتوبيس، تكشف عن تشوق الناس لـ"التغيير".. وبالطبع عن تعتيم وتشويه وعي لعقود.. السؤال الذي يبدو ساذجاً نعرفه جميعاً.."طب مين بداله؟".. هناك من أدرك، وهناك من خرج محتفظاً بحيرته.."طب مين بداله"؟.
لم يلتفت من إنضموا للمظاهرة لطيف ألوان الشعارات المرفوعة، من شعارات حزب العمل "الإسلامي" المُجمد إلى الرايات الحمراء بالمنجل والمطرقة.. وما بينهما. لم ينشغلوا بها.. المهم أنهم إنضموا و هتفوا"ضده".
ممن إنضم مُرحباً بائعة ذرة نموذج للإفقار.. توقف عندها المراسلون كثيراً، لم تخش تعليق ملصق"لا لمبارك". و"معلمة" وفرت حماية "شعبية" للمتظاهرين، للأسف لم نستطع معرفة إسمها، فما أن عرفت الغرض من المظاهرة حتى تركت محلها إلى حيث تقف د.عايدة سيف الدولة و د. ليلى سويف و زميلاتهما.. سملت عليهن مُرحبة يدأً بيد.. ورافقت المظاهرة ذهاباً وعودة، وما أن يقترب أحد بلطجية الحزن الوطني من المتظاهرين حتى تنهره بإسمه وبإسم أمه(!!).. فيقفون بعيداً ليعبروا عن "فكرهم الجديد".
مُستأجروا"الفكر الجديد" بدوا أقلية وسط الشارع.. معزولة شعبياً بهتافاتها"المُسجلة"، من نوعية"حسني ..حسني..هوو..هوو".. لكنهم طوروها إلى"مبارك ميه ميه .. حتى من غير ديمقراطية".. وإرتفع مستوى "فكرهم" أكثر بهتاف" أ(..)ه، أ(..)وه..قال إيه عاوزين يشيلوه".. وأكثر فأكثر بإشارات الأُصبع الوسطى التي إلتقطتها كاميرا وكالة الأسوشيتدبرس ونقلتها كُبريات الصحف عنها، منها"سان فرانسيسكو كرونيكل" الأمريكية.
"المعلمة" رحبت وحمت، لكن مجموعات شبابية، بعد المشاركة ودعوات النقاش مع المحامي أحمد سيف الإسلام وقيادات حزب العمل، طورت الترحيب إلى دعوة ملحة لتكرار التظاهر في نفس المكان.. أو في غيره، فالمتظاهرون إتفقوا على تكريس يوم الأربعاء للتذكير بفضيحة هتك الأعراض.. وحددوا مكان المظاهرة القادمة في الزيتون.. فـ"شارع" (طومان باي) ينتظرهم.. في السادسة مساء الأربعاء القادم أمام (كنيسة العذرا).
محمد طعيمة
العربي
26-6-2005
مظاهرة "شبرا مصر".. الشارع ينتظر من يقوده
"شبرا مصر"..هكذا عرفناه"ها" تميزاً عن مئات "الشبراوات" في مصر.
نشأ مع تأسيس (محمد علي) مصر الحديثة، وأرتبط في ذاكرتنا بالطبقة الوسطي، رغم تكونه بداية على أيدي الأثرياء.
لـ"شبرا مصر" في ذاكرة من عاشوها ومن اقتربوا منها طبيعة خاصة، بيئة مُنفتحة.. أكثر تقدماً إجتماعياً.. قادرة على إحتضان نماذج لثقافات مختلفة، والأهم تجلي"الوحدة" فيها بين عنصري الأمة.. دائماً ما تقفز مع "إسمه/إسمها".. الحي/الشارع/الحته، نماذج تعايش وتداخل بين "العنصرين" تجاوزت كل ما مر بالوطن من أزمات.
لـ"شبرا مصر" صورة أخرى موازية.. شعبية، "ولد بيكلم بنت على التلتوار" كما أبدع الإبنودي.. وشقاوة شبابها و أدب الصياعة.. و جمال ورقة بناتها. ومنها خرجت.. وفيها عاشت أسماء، ظلت وفية لـ"روح" المكان، تتذكرها في أفلامها(يوم حلو ويوم مر) لخيري بشارة و(أحلا الأوقات) لهالة خليل و(فيلم هندي) لمنير راضي... وقبلها(بداية ونهاية) لصلاح أبوسيف. وكتابات.. رواية (شبرا) لنعيم صبري، وإبداعات فتحي غانم، خاصة روايته التي تحولت إلى مسلسل/ مشكلة تكشف عن تشوهات ألقت بظلالها على الوطن كله..(بنت من شبرا)، ومذكرات المؤرخ/المفكر رؤوف عباس(مشيناها خطاً كُتبت علينا)، ودراسات وأبحاث المؤرخ محمد عفيفي المُنشغلة بـ"شبرامصر".. كـ"حالة تاريخية إجتماعية ثقافية".. وكـ"تلخيص" لمصر مأمولة ومأزومة.
"ياأهل شبرا.. ياوحدة".. شعار الدعوة للتظاهرة التي شهدها الشارع، بدأت السادسة بعد عصر الأربعاء.. تذكيراً بفضيحة هتك الاعراض التي إرتكبها مجرموا "الفكر الجديد" يوم الأر بعاء الأسود.
إهتمت "كل" وسائل الإعلام العربية والأجنبية بالمظاهرة.. لكنها توقفت، فقط، هي وصحف بريطانية وأمريكية عند مشهد واحد.. موقف الأمن منها. ولم يلتفت أحد لدلالات كثيرة شهدتها المظاهرة.. أولها "المكان" بطبيعته الإجتماعية الخاصة، والأهم.. أن المقولة التي يُصر البعض عليها منذ أشهر لها وجودها الواقعي.."الشارع ينتظر من يقوده".
بدأت المظاهرة بحوالي"150" ناشطاً، وإنتهت بأكثر من "1500" متظاهر.. قطاع هتف "ضد مبارك".. وآخر أكتفى بالتحرك مع النشطاء مستمعاً لهتافاتهم.. لكنه "تحرك" معهم نصف كيلو متر تقريباً ذهابا وعودة في الشارع.
تروي"شيماء سعيد".. الفتاة المحجبة وغير المسيسة كيف أنهم لم يجدوا صعوبة كبيرة في إقناع فتيات بالإنضمام للمظاهرة.. نقاش سريع مع تردد ثم حسم الموقف بـ"الإنضمام". نفس السيناريو تكرر مع "الشاب "محمد توفيق" القادم من مُدن القنال، وصف لنا "تردد الأرجل.. وسير البعض لخطوات مُنصرفين ثم إلتفاتهم للخلف مُنضمين للمظاهرة". ويرصد موقع (الوعي المصري) بكاميرا وائل عباس "تطور موقف الناس"، فُرجة مع علامات دهشة على الوجه وإستفسار.. ثم إنضمام تدريجي للمظاهرة.
دعوات "إنضمام" تُلبى من المئات ومعها حلقات نقاش عقب إنتهاء المظاهرة، فتحها الناشطون فوق محطة مترو أنفاق روض الفرج.. وعلى مقهى شعبي وعلى محطتي أتوبيس، تكشف عن تشوق الناس لـ"التغيير".. وبالطبع عن تعتيم وتشويه وعي لعقود.. السؤال الذي يبدو ساذجاً نعرفه جميعاً.."طب مين بداله؟".. هناك من أدرك، وهناك من خرج محتفظاً بحيرته.."طب مين بداله"؟.
لم يلتفت من إنضموا للمظاهرة لطيف ألوان الشعارات المرفوعة، من شعارات حزب العمل "الإسلامي" المُجمد إلى الرايات الحمراء بالمنجل والمطرقة.. وما بينهما. لم ينشغلوا بها.. المهم أنهم إنضموا و هتفوا"ضده".
ممن إنضم مُرحباً بائعة ذرة نموذج للإفقار.. توقف عندها المراسلون كثيراً، لم تخش تعليق ملصق"لا لمبارك". و"معلمة" وفرت حماية "شعبية" للمتظاهرين، للأسف لم نستطع معرفة إسمها، فما أن عرفت الغرض من المظاهرة حتى تركت محلها إلى حيث تقف د.عايدة سيف الدولة و د. ليلى سويف و زميلاتهما.. سملت عليهن مُرحبة يدأً بيد.. ورافقت المظاهرة ذهاباً وعودة، وما أن يقترب أحد بلطجية الحزن الوطني من المتظاهرين حتى تنهره بإسمه وبإسم أمه(!!).. فيقفون بعيداً ليعبروا عن "فكرهم الجديد".
مُستأجروا"الفكر الجديد" بدوا أقلية وسط الشارع.. معزولة شعبياً بهتافاتها"المُسجلة"، من نوعية"حسني ..حسني..هوو..هوو".. لكنهم طوروها إلى"مبارك ميه ميه .. حتى من غير ديمقراطية".. وإرتفع مستوى "فكرهم" أكثر بهتاف" أ(..)ه، أ(..)وه..قال إيه عاوزين يشيلوه".. وأكثر فأكثر بإشارات الأُصبع الوسطى التي إلتقطتها كاميرا وكالة الأسوشيتدبرس ونقلتها كُبريات الصحف عنها، منها"سان فرانسيسكو كرونيكل" الأمريكية.
"المعلمة" رحبت وحمت، لكن مجموعات شبابية، بعد المشاركة ودعوات النقاش مع المحامي أحمد سيف الإسلام وقيادات حزب العمل، طورت الترحيب إلى دعوة ملحة لتكرار التظاهر في نفس المكان.. أو في غيره، فالمتظاهرون إتفقوا على تكريس يوم الأربعاء للتذكير بفضيحة هتك الأعراض.. وحددوا مكان المظاهرة القادمة في الزيتون.. فـ"شارع" (طومان باي) ينتظرهم.. في السادسة مساء الأربعاء القادم أمام (كنيسة العذرا).
محمد طعيمة
العربي
26-6-2005
3 comments:
هو دا الكلام
تامر
اسمعوا المفكر تامر بيقول ايه :
أعتقد أن أهم انتصارات المعارضة على النظام في المعركة من أجل الحرية هي بدء ترسيخ مبدأ حرية التظاهر السلمي بمجرد الإخطار و دون التعرض للمتظاهرين بأي شكل من الأشكال.
هل تصدق فعلا ان المعارضة انتصرت على النظام وهل تعتقد ان الشرطة لم تعد تتعرض للمتظاهرين .. كيف تسمى محاصرة المتظاهرين من كل الاتجاهات هل هو من باب حرية التظاهر السلمى ..
انتوا بتفهموا واللا هاتفضلوا طول عمركوا بهايم ..؟
uzamax
Post a Comment