يسألونك عن البديل للرئيس مبارك، ولا يخطر على بالهم السؤال الأكثر منطقية بإيحاءات وتداعيات ما يجرى فى مصر هذه الأيام، السؤال باختصار أين هو الرئيس مبارك؟، لا تقل لى أنك قرأت تصريحا منسوبا إليه صباح اليوم، أو أنك رأيت صورة سيادته تملأ الصفحات الأولى لصحف الببغاوات، أو أنك شاهدته متحركا مبتسما زائد العافية زاهى الوجه على شاشة التليفزيون، أو ناطقا متأنيا بكلمة ثناء أو لمسة رضا فى زيارة لمشروع عام أو خاص، لا تقل لى ما أعرفه، فقد أكون قرأته أو شاهدته مثلك فى لحظات السأم.
فأنا أعرف أن الرئيس مبارك والحمد لله حى يرزق، وقد أدعو له كما قد تفعل أنت بطول العمر، لكن مقعد الرئاسة مع كل الاحترام للمقام الرفيع يبدو خاليا، وقد يكون زحام الصور تواطؤا بالضجيج، أو محاولة لإخفاء حقيقة أنه لا أحد هناك، فلا أحد يعرف من يحكم مصر الآن بالضبط؟، هل هو الرئيس مبارك المنزه عن الهوى على حد عبارة شاذة متجاوزة بفظاظة لألف باء الذوق والعرف والنقل والعقل صدرت عن صفوت الشريف؟، أم أنها حرم الرئيس سوزان مبارك سيدة السلالة نصف الويلزية بحسب تعليق نشرته مؤخرا صحيفة الصنداى تايمز البريطانية؟، أم أنه النجل جمال مبارك الرئيس الفعلى الحاكم من وراء قناع حركى يحمل اسم لجنة السياسات؟، أم أن الأمر صار بالشورى اتفاقا أو خناقا فى عائلة الأب والأم والابن.
هل مصر الكبيرة بعد أن جرى اختصارها فى حزب واحد متحكم آلت إلى حكم ا لعائلة الواحدة؟، فلا تكاد تؤلف وزارة، أو يخلو منصب حكومى أو إدارى، أو يشاع عن تغيير متوقع فى رؤساء مجالس إدارة وتحرير الصحف القومية، لا يكاد شيء من ذلك يستجد، حتى تتلاحق الأسئلة، وتترادف علامات الاستفهام، وتصطخب الظنون، فمن يا ترى يحظى بدعم الأم أو عطف الابن أو حماية الأب؟، وهل تكون الغلبة لتفاعلات العائلة وموازين القوى المنزلية؟، أم لقرار الرئاسة الممتدة من 24 سنة ثقيلة ضاغطة راكدة ناطقة بالوهن؟.
وربما يكون فى مقال إبراهيم سعدة الأخير كما نأمل إشارة رحيل متعثر لشيء أكبر من مجرد رئاسة مؤسسة أخبار اليوم، ولا أحد يحزن بالطبع لاستقالة سعدة، وربما لا تتوافر كميات كافية من القلل القناوى القابلة للكسر ابتهاجا برحيل سعدة وأقرانه، ربما باستثناء مكرم محمد أحمد الذى حفظ لنفسه فوائض من احترام الناس، لكن الذى يلفت النظر هو سعدة نفسه الذى بدا فى نوبة شجاعة مفاجئة حقا، فهاجم جمال مبارك ورجاله فى لجنة السياسات، وهاجم رجال السيدة سوزان من عينة أنس الفقى وزير الإعلام وأشبعه سخرية، بل وهاجم حرس الرئيس مبارك القديم من وزن صفوت الشريف، أى أنه قرر إطلاق النار الصحفية طبعا على أضلاع المثلث الحاكم بالجملة، فهل هى صحوة الضمير بعد فوات الأوان؟، أم أنها غرائز الحس بدنو نهاية سياسة أو أجل حكم؟، وهل هى صدفة أن يظهر مقال إبراهيم سعدة قبل ساعات معدودة من زيارة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، فآنسة السيقان الجميلة كما هو مفهوم تلبس ثياب المفتش العام فى زيارتها الوشيكة القاهرة، فهل من صلة بين شجاعة إبراهيم سعدة وملابسات الزيارة غير الكريمة؟.
ما علينا، المهم أن ظاهرة تعليق رؤساء مجالس إدارة وتحرير الصحف القومية على مشجب انتظار التغيير تلفت النظر، فكل هؤلاء خدموا الرئيس مبارك وجلسوا معه على الرقاب لربع قرن، وتحويل غرف رئاساتهم إلى زنازين تعذيب نفسى على ما بدا من مقال سعدة قد لا يبدو فألا حسنا للرئيس مبارك نفسه، فالرئيس مع الاحترام لمنصبه يبدو كما لو كان قد غادر طائرة الرئاسة، أو قل إن أحدا ليس متأكدا أن الرئيس لايزال هناك فى غرفة القيادة، يتحكم فى الأزرار ويستكشف طرق الملاحة ويتحسب لمواطئ الخطر، فلم يعد السؤال بالاستفهام أو بالاستنكار عن بديل يصلح لخلافة الرئيس مبارك، ففى مصر ألف بديل على الأقل، وأغلبهم ربما كلهم فى صحة عقلية وبدنية تماثل أو تزيد، نعم لم يعد السؤال عن بديل يصلح لرئيس مؤكد الحضور بالصور ملتبس الحضور فى القرار، بل ربما أصبح السؤال: ما هو اسم البديل بالضبط؟.
العربي
فأنا أعرف أن الرئيس مبارك والحمد لله حى يرزق، وقد أدعو له كما قد تفعل أنت بطول العمر، لكن مقعد الرئاسة مع كل الاحترام للمقام الرفيع يبدو خاليا، وقد يكون زحام الصور تواطؤا بالضجيج، أو محاولة لإخفاء حقيقة أنه لا أحد هناك، فلا أحد يعرف من يحكم مصر الآن بالضبط؟، هل هو الرئيس مبارك المنزه عن الهوى على حد عبارة شاذة متجاوزة بفظاظة لألف باء الذوق والعرف والنقل والعقل صدرت عن صفوت الشريف؟، أم أنها حرم الرئيس سوزان مبارك سيدة السلالة نصف الويلزية بحسب تعليق نشرته مؤخرا صحيفة الصنداى تايمز البريطانية؟، أم أنه النجل جمال مبارك الرئيس الفعلى الحاكم من وراء قناع حركى يحمل اسم لجنة السياسات؟، أم أن الأمر صار بالشورى اتفاقا أو خناقا فى عائلة الأب والأم والابن.
هل مصر الكبيرة بعد أن جرى اختصارها فى حزب واحد متحكم آلت إلى حكم ا لعائلة الواحدة؟، فلا تكاد تؤلف وزارة، أو يخلو منصب حكومى أو إدارى، أو يشاع عن تغيير متوقع فى رؤساء مجالس إدارة وتحرير الصحف القومية، لا يكاد شيء من ذلك يستجد، حتى تتلاحق الأسئلة، وتترادف علامات الاستفهام، وتصطخب الظنون، فمن يا ترى يحظى بدعم الأم أو عطف الابن أو حماية الأب؟، وهل تكون الغلبة لتفاعلات العائلة وموازين القوى المنزلية؟، أم لقرار الرئاسة الممتدة من 24 سنة ثقيلة ضاغطة راكدة ناطقة بالوهن؟.
وربما يكون فى مقال إبراهيم سعدة الأخير كما نأمل إشارة رحيل متعثر لشيء أكبر من مجرد رئاسة مؤسسة أخبار اليوم، ولا أحد يحزن بالطبع لاستقالة سعدة، وربما لا تتوافر كميات كافية من القلل القناوى القابلة للكسر ابتهاجا برحيل سعدة وأقرانه، ربما باستثناء مكرم محمد أحمد الذى حفظ لنفسه فوائض من احترام الناس، لكن الذى يلفت النظر هو سعدة نفسه الذى بدا فى نوبة شجاعة مفاجئة حقا، فهاجم جمال مبارك ورجاله فى لجنة السياسات، وهاجم رجال السيدة سوزان من عينة أنس الفقى وزير الإعلام وأشبعه سخرية، بل وهاجم حرس الرئيس مبارك القديم من وزن صفوت الشريف، أى أنه قرر إطلاق النار الصحفية طبعا على أضلاع المثلث الحاكم بالجملة، فهل هى صحوة الضمير بعد فوات الأوان؟، أم أنها غرائز الحس بدنو نهاية سياسة أو أجل حكم؟، وهل هى صدفة أن يظهر مقال إبراهيم سعدة قبل ساعات معدودة من زيارة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، فآنسة السيقان الجميلة كما هو مفهوم تلبس ثياب المفتش العام فى زيارتها الوشيكة القاهرة، فهل من صلة بين شجاعة إبراهيم سعدة وملابسات الزيارة غير الكريمة؟.
ما علينا، المهم أن ظاهرة تعليق رؤساء مجالس إدارة وتحرير الصحف القومية على مشجب انتظار التغيير تلفت النظر، فكل هؤلاء خدموا الرئيس مبارك وجلسوا معه على الرقاب لربع قرن، وتحويل غرف رئاساتهم إلى زنازين تعذيب نفسى على ما بدا من مقال سعدة قد لا يبدو فألا حسنا للرئيس مبارك نفسه، فالرئيس مع الاحترام لمنصبه يبدو كما لو كان قد غادر طائرة الرئاسة، أو قل إن أحدا ليس متأكدا أن الرئيس لايزال هناك فى غرفة القيادة، يتحكم فى الأزرار ويستكشف طرق الملاحة ويتحسب لمواطئ الخطر، فلم يعد السؤال بالاستفهام أو بالاستنكار عن بديل يصلح لخلافة الرئيس مبارك، ففى مصر ألف بديل على الأقل، وأغلبهم ربما كلهم فى صحة عقلية وبدنية تماثل أو تزيد، نعم لم يعد السؤال عن بديل يصلح لرئيس مؤكد الحضور بالصور ملتبس الحضور فى القرار، بل ربما أصبح السؤال: ما هو اسم البديل بالضبط؟.
العربي
1 comment:
uzamax
Post a Comment