كفاية كانت مع القضاة

كانت اليوم مظاهرة كفاية لمؤزارة القضاة في وقفة التاريخية في الجمعية العمومية للقضاة و
التي إنتهت بإعتزام قضاة مصر على عدم الإشراف على أية
إنتخابات سواء أن كانت رئاسية او تشريعية إذا لم يحصلوا على الإستقلالية الكاملة و الإشراف الكامل
على الأنتخابات و
و لم يبدأ اليوم داخل نقابة الصحفيين في القاهرة بل بدأ اليوم عندما ذهبت لمحطة قطار سيدي جابر لأستقل القطار
و أرى قضاة مصر الشرفاء يقبلون واحدا تلو الأخر و تجمعوا ليستقلوا نفس القطار
إلى القاهره ,كانوا قضاة من كل الأعمار و كان من بينهم رجلا يبدو أكبرهم سنا و كانوا ينادونه جميعا ب "ياريس" و كان هذا الرجل هو المستشار محمود الخضيري رئيس نادي القضاة بالإسكندرية ,شعرت بفرحة عندما رأيتهم يتجمعون في إصرار و وطنية لينقذوا مصر و المصريين من التزوير و و هيمنة النظام على إرادة شعب مصر بأكملة
فقرارهم اليوم يعد هو قرار مصيريا ,إقتربت من بعضهم لأحيهم و قلت لهم كانت وقفتم قويا و أملنا فيكم
اليوم كبير ونحن كلنا معكم "فرد أحد القضاة قائلا إنشاء الله ثم سألني من أنت قلت له إنني من حركة
كفاية و سوف نكون بجواركم نؤازركم أثناء إنعقاد جمعيتكم العمومية
جاء القطار و ركب الجميع و جرى القطار سريعا مع الوقت و كأن الوقت قد أراد للقضاة أيضا أن يصلوا سريعا
حتى ينجزوا مهمته ,نزلت و نزل القضاة حيث رأيتهم جميعا مرة أخرى و أسرع الجميع لمحطة المترو
فهي الوسيلة الوحيدة المضمونة في يوم كهذا و كان هناك إتجاهان في متروالأنفاق و لم يكن الكل متأكدون أي إتجاه نأخد و كان علينا أن نأخذ إتجاه "حلوان" حيث الجمعية العمومية للقضاة و نقابة المحاميين و نقابة الصحفيين متجاورين فسألت أحد العاملين في المترو فرد علي بأن إتجاه "حلوان " هو الأتجاه الصحيح و عندما وجدت بعض من القضاة متلخبطين أسرعت إليهم و قلت لهم
إن نقابة المحاميين في إتجاه "حلوان" و قطعت تذكرتي و وقفت أراقبهم حتى رأيتهم جميعا يقطعون تذاكرهم أيضا في الإتجاه الصحيح

توقف المترو في محطة جمال عبد الناصر و خرجت إلى الشارع لأجد ما لا يعد و لا يحصى من العربات المصفحة و الجنود و السيارات و العربات مختلفة الألوان و الجنود مرصوصون صفوف صفوف
وصلت لنقابة الصحفيين بمساعدة أحد الأصدقاء و هناك و جدت "الهبل" كله و عفوا فلا يمكن إلا ان أسميه هبل و عبط
فللمرة الثانية يقوم النظام الحاكم الفاشل بتجميع العاطلين و المشبوهين و خريجوا السجون لإحتلال
المكان أما م نقابة الصحفيين كان المنظر مثير للإشمئزاز ,وجوه مشرده لمراهقين و أخرى لكادحين و غلابة
و أيضا كما سمعنا بعضا ممن أخرجهوم من السجون خصيصا لهذا الحدث و الكل قبض المعلوم ليهتف لمبارك
و قد رأيت الصفافير و الطبل و الزمامير و الشخاليل و الهتافات الرخيصة على أشدها و كأنني في وسط جمهور مش ولا بد و متحمس حتى الموت أثناء مبارة بين الإتحاد و حرس الحدود مثلا "يا جمال قول لأبوك شعب مصر بيحيوك" ولا بيحبوك مش فاكرة و هتافافات أخرى رخيصة
كل هذا في حراسة الأمن المصري المبارك و عدد من البودي جاردز من ذوي العضلات المفتوله أوي
ويرتدون الجينز و حقيقة لا أعرف كيف يقوم مجرمون بحماية مجرمين مثلهم

أما داخل بهو النقابة فكانت كفاية و شباب كفاية و أعضاء كفاية رجال و نساء رفعنا جميعا شعارات كفاية
و رغبتنا في إستقلال قضاة مصر و لم يمنعنا كل هذا الهبل الذي إتبعة النظام الحاكم لإجهاض مظاهرتنا
فتركنا صبية النظام يفرحون بالأرض و ركبنا جميعا السماء ,صعدنا لسماء القاهرة لأعلى نقطة
على سطح نقابة الصحفيين والذي يطل مباشرة على نادي القضاة حيث يجتمع القضاة
و وقف شباب كفاية من رجال و نساء يرفعون شعارات كفاية و يهتفون للقضاة و يهتفون لمصر
و كان القضاة يسمعوننا و ينظرون إلينا كنا نصفق لهم وكنا نقول لهم أن أملنا فيكم كبير و أن مصر تنتظر وقفتكم
و كان ننتقل ما بين أسوار السطح المختلفة حتى يرانا الجميع يرانا القضاة و يرانا الشارع و ترانا القاهرة كلها
صعدت كل كفاية و أدت مهمتها بنجاح و
و أثناء جلوسنا قليلا بينما الأخرون في كفاية مستمرون رأينا سيدة من كفاية تقبل علينا و في وجهها إصابة و قد حكت لنا أن "صيع" مبارك
قد ألقوا عليها حجرا فأصابوها في وجهها إصابة غير بسيطة فحاولنا أن نهديها
و ثم جاءت صحفية و حكت لنا أنها رات أيضا
قوات الأمن بمشاركة بعض ال"صيع" يضربون سيدة أخرى لأنها مزقت صورة لمبارك
إنتهت مظاهرة كفاية اليوم و بالرغم من شمس اليوم الحارقة فقد تحمل الجميع و صبروا حتى النهاية
و لن يوقف المصريين ما يقوم به النظام من بلطجة و اللجوء للمشبوهين والمسجونين يأجرونهم
حيث لم يبقى للنظام غيرهم و أما كفاية حتستمر للنهاية.