حسن الغرباوي .. أخيرا !
المصريون : بتاريخ 9 - 11 - 2005
جمال سلطان
يا قوة الله ، حسن الغرباوي خرج من المعتقل يا ناس ، هل هذا حلم أم علم ، وما الذي حدث في البلد ، لكن
هذا ما زفته لنا صحف الحكومة أول أمس ، حسن الغرباوي يعتبر أشهر معتقل مصري ، لأنه عميد المعتقلين ، قضى سبعة عشر عاما كاملة قيد الاعتقال ، ما شاء الله تبارك الله ، سبعة عشر عاما مواطن مصري في زنزانة بدون قانون وبدون محكمة وبدون جريمة وبدون اتهام .. وبدون أي مصطلح يخطر على بالك من قاموس الإنسانية أو الأخلاق ، حسن الغرباوي معتقل من أيام حكومة عاطف بيه صدقي، حد فاكره ! ، ومن أيام زكي بيه بدر وزير الداخلية ، يعني مر عليه حوالي أربعة وزراء داخلية وأربع حكومات ، وهو رهين الزنزانة ، وهذه من العلامات البارزة لأزهى عصور الديمقراطية في مصر بدون أي شك ، حسن الغرباوي ألقي القبض عليه مطلع العام 1989 ، وقدم للمحاكمة في قضية أحداث عين شمس الشهيرة ، ولكن محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمود رفقي وجدت اتهامات مرسلة وفارغة ولم تجد قضية من حيث الأصل سوى اعتداءات أمنية على شباب إسلامي كان يطارد البلطجية وتجار المخدرات وطهر المنطقة منهم قبل أن يعودوا بعد ذلك وبعد أن دخل الشباب المتدين السجن بدلا منهم ، فأصدرت المحكمة حكمها ببراءة حسن الغرباوي من التهم الموجهة إليه ، وانتظر محاميه وأهله أن يخرج إلى بيته ، مثل ما يحدث في أي بلد أو دولة أو قانون ، ولكن وزير الداخلية قال كلمته الخالدة يومها : المحكمة تحكم بما تريد ، وأنا أحدد العقوبة التي أريد ، ومن يومها والغرباوي يقضي عقوبة معالي الوزير التي لم يعلم أحد إلى أي مدى تنتهى ، وعندما أفرج عن الغرباوي أول أمس كان قد بقي له أقل من ثلاث سنوات ليكون قد أتم عقوبة المؤبد ، وهي أقصى عقوبة في القانون المصري بعد الإعدام ، وكل ذلك بدون جريمة وبدون محكمة وبدون قضية أصلا ، حسن الغرباوي خاض نضالا قانونيا كبيرا في المحاكم أمام قرارات اعتقاله ، وقد تمكن من إثبات عدالة القضاء المصري ونزاهته واحترام الدولة له ، عندما حصل على خمسة وستين حكما قضائيا وجوبيا بالإفراج عنه ، كان السادة الضباط يقولون له بعد كل حكم وأخوه : بله واشرب ميته ، وذلك أن حكم وزير الداخلية هو الأهم وهو الأصل في أزهى عصور الديمقراطية ، ولذلك بقي حسن الغرباوي في السجن بعد خمسة وستين حكما قضائيا من قضائنا النزيه الذي يباهي به الرئيس مبارك دائما في الخارج ، خمسة وستين محكمة محترمة ، طويلة عريضة ، تقضي بالإفراج عن مواطن وكأنها تؤذن في مالطه ، حسن الغرباوي كان يعلم تماما أن هذه المحاكم لزوم المنظرة والديكور ، ولكنه كان مثل كثيرين غيره من المعتقلين يرفع القضية تلو القضية سعادة برحلة تتم مرة كل شهرين إلى المحكمة ، يشم فيها هواء شوارع القاهرة ، ويرى فيها الأسفلت من خلف سلك سيارة الترحيلات ، ويكسب فيها زيارة إضافية مع أهله وأحبابه ، ثم يعود إلى زنزانته آخر النهار حاملا لحظات جميلة وحكما تاريخيا بالإفراج عنه لعله يتقدم به إلى موسوعة جينس ، تذكارا لحكومة مصر المتحضرة التي تحترم القضاء وترعى العدالة ، حسن الغرباوي عندما ألقي القبض عليه كان قد أنهى الثانوية العامة ، فالتحق بكلية الحقوق وأنهى الليسانس ثم الماجستير ثم الدكتوراه ، وهو في السجن ، أصل السكة طويلة ، يا حسن يا غرباوي ، تعيش ، وحمد الله ع السلامة يا أيوب
3 comments:
بجد مش عارف أقول ايه، حسبى الله ونعم الوكيل.
أستغفر الله العظيم ...لا تعليق
uzamax
Post a Comment