اليوم في محاكمة مترو داخل قاعة المحكمة وقف الضابط الهمام مفتش مباحث الأداب الساهر على حماية الفضيلة أمام القاضي للشهادة و إلتف حولة خمس أسود هم محامو الدفاع عن مجدي الشافعي و محمد الشرقاوي في قضية "مترو" و و هو الكتاب المصور الذي أقلق مضاجع النظام لما إحتواة من تصوير جميل رسمة مجدي شافعي بقلمة للواقع المؤلم في مصر و حال المصريين بها
لكن بالطبع وجهت تهمة غير منطقية للمؤلف و دار النشر
تفوق اليوم المحامون و أبدعوا و هم يمطرون الضابط مفتش المباحث بوابل من الأسئلة التي تلجلج و تعلثم هو في الرد عليها سألوه عن من هو المصدر السري الذي أبلغة عن الكتاب و محتوا؟ فرد الضابط بكلام غير واضح
و لا مفهوم سألوه كيف فمت بفحص الكتاب و هل قراته ؟ اجاب المفتش بنعم و لكنه فشل في الرد على أسئلة تعلقت بأجزاء من محتوى الكتاب من المفروض أنه هو الذي وجدها بالكتاب و كتبها داخل محضر تحرياته بعد الفحص !!!!!
الأكثر ضحكا انه عند سؤاله إذا كان هو بصفتة من قام بالتحريات و ضبط الكتاب لانه الوحيد المسموح بالقيام بذلك فاقر فيامة بفحص الكتاب ثم جمعة بنفسة من الزمالك و الجيزة و مصر الجديدة و وسط البلد و بما أن المحضر قد حرر يوم 17 أبريل 2008 معنى ذلك أنه راح كل الاماكن دي و جمع النسخ و عمل المحضر و أكل فطيرة عليها معلقتين مربة توت كل ده في يوم واحد !!!!!!
المثير للإشمئزاز هو القانون رقم 198 من قانون العقوبات المصري الذي يجيز لضباط الشرطة مصادرة اي كتاب او منشور او صحيفة إذا وجدوا بها ما يخدش الحياء او يتنافي مع الأداب العامة بشرط أن يقوم فورا بإبلاغ النيابة و الحصول على موافقتها و هو قانون عجيب جدا و يتنافي مع الدستور الذي أقر حرية الإبداع دون رقيب او حسيب .
بالطبع كما هو واضح زي الشمس أن المصدر السري اللي دفع بمفتش الاداب لرفع القضية ضد مجدي الشافعي مؤلف مترو و محمد الشرقاوي صاحب دار النشر ملامح و طبعا هو نفسة المصدر السري اللي قام بالفحص و وضع الخطوط تحت ما عتبروه طبقا لمكيالهم "خدش للحياء" و هو نفسة برضة اللي كتب المحضر الذي يبدو ان المفتش لم يقرأة حتى ...هو بالطبع حماة أمن النظام الحاكم من رجال أمن الدولة .
لم يرتكب مجدي الشافعي جريمة لانه أبدع و صور في كتابه واقع مصري بكل ما فيه فذلك ليس خدشا للحياء و لم يرتكب الشرقاوي جريمة لأنه نشر الكتاب كما لم يرتكب أى علاء الأسواني أو الطيب الصالح أو نزار قباني جريمة عندما أحضروا صورا واقعية وصفوها بمسمياتها الحقيقية في روايتهم و أشعارهم , الإبداع لا يحاكم .
لكن واضخ أن القوانين في مصر لم تصنع لحماية المصريين و تطبيق العدل إنما صنعت لمحاربة اللي مش عاجب النظام .
تأجلت القضية للمرافعة و النطق بالحكم يوم 18 يوليو القادم .