البلد بتباع

عدت صباحا من الأقصر بعد بضعة أيام قضيتها بين أهل تلك المدينة و زرعها و أثارها و هذة المرة لم أزرها سائحة بل مصرية ذهبت لتستكشف جزءا اخر من وطنها و لتقترب أكثر من أناسها فعادت بخليط من الفخر بمصريين صعايدة لم ترى في كرمهم و شهامتهم و خليط من الحزن على ما لحق و سيلحق بهم في السنوات الأتية
و ضرورة ملحة لأن نتكلم و نتحدث و نشهد و نحاول أن نوقف تلك المهزلة
إنها نفس القصة نفس الجريمة تتكرر بنفس المشاهد و نفس الجاني و إن إختلفت الضحية في كل مرة
فاهل الأقصر كأهل القرصاية و اهل سراندو ز غيرهم على أرض مصر يتم طردهم و تهجيرهم من اراضيهم و بيوتهم من أجل بيع الأرض لمستثمرين اجانب اما التعويضات فهي لا تذكر مقابل الخسارة الفادحة لأهل البلد و أصحابها
في الجرنة و الكرنك و كل مكان في الٌصر بدأ التخطيط لطرد أهله ثم بيعة و لا يتوقف حديث أبنا ءالاقصر عن خطة النظام الديكتاتوري الحاكم الذي إستباح ارضهم و إستولى عليها لتحويل الٌأقصر إلى متحف مفتوح للسياح بحلول العام 2030 و طرد الأهالي إلى حيث لا يعلمون , فمن كان له منزل و أرض كبيرة يتم نفيه إلى مكان بعيد و منزل ضيق يكاد يسقط فوق رأسه و يقتلة و يقتل عائلته .
تذكرت فيلم" الأرض " فكأنني كنت اعيش فيه و أنا اسمع حكايات الأهالي ممن تضرروا بمرور طريق الأسفلت في أرضهم او منزلهم فتم هدمة و تجريف أرضهم فضاعت و ضاع الامان معها و منهم من حمد الله ان طريق الأسفلت لم يمر بارضة و لكنه يعلم ان مصيرة سيكون الطرد لا محاله مثلة مثل الأخرون لتحقيق المشروع الحكومي الكبير بتحويل الأقصر لمتحف مفتوح.
أحد الأهالي في مدينة الأقصر قال أنه سياتي اليوم الذي سيطالبونه فيه بتأشيرة لدخول مدينته الأقصر
في الأقصر شهدت كارثة إنسانية ,جريمة تهجير قسري يرتكبها النظام الحاكم نظام رجال الأعمال و الميتثمرين الذي يسحق الفقراء من أهل البلد .
قام الأهالي بعمل مظاهرة كبيرة يوم 28 مارس الماضي و كالعادة إعتقل الأمن الكثيرون و إستخدم العنف و لاحظت ان الصحف لم تعطي الموضوع حقة و لم تكتب بما يكفي
اعتقد أن علينا أن نتحرك من أجل إنقاذ أرضنا و إنقاذ اهل بلدنا في الأقصر من براثن الظالمون المحتلون و أقل ما يمكن هو إيصال صوت أهالي الأقصر تصعيد مشكلتهم فهم على حد قولهم يشعرون كأنهم في فلسطين و أن أرضهم محتلة .