عن الديمقراطية المغشوشة......................فهمي هويدي
الثلاثاء 23/8/2005
أخشى ما أخشاه في اللحظة الديمقراطية التي تعيشها مصر هذه الأيام، أن نكون مثل الطالب الذي لم يحضر درساً ولم يفتح كتاباً طول العام، وفي ليلة الامتحان تساءل أهله: هل يمكن أن ينجح؟! وليس ذلك اغرب ما في الأمر، انما الأغرب أن تصبح اجابة السؤال محل اجتهاد ومزايدة!
(1)
لا أخفي قلقاً من انفعالات اللحظة التي ابتذلت الديمقراطية، واختزلتها في تظاهرات تتمحك فيها، في حين أبدت استعداداً مدهشاً للعبث بالتاريخ، عندما راهنت على ضعف ذاكرة الناس، وحاولت اقناعهم بأن ميلاداً جديداً يبزغ في الأفق، وان كل ما لم يتحقق طيلة السنوات التي خلت لأسباب يجهلونها، آن له أن يصبح حقيقة في مقبل السنوات، لأسباب لا يهم أن يعرفوها.
نعم، هي لحظة جديدة لا ريب. لكني لم أجد سبباً بريئاً للمبالغات التي تضفى عليها، وتحميلها بأكثر مما تحتمل، خصوصاً في الشق المتعلق بالبشارات التي أطلقت في الأفق محدثة ضجيجاً مبتكراً وغير مألوف، وملوحة بإشراقات الديمقراطية وتجلياتها، التي يقال لنا إنها غير مسبوقة في التاريخ. وهو الخطاب الذي جاء مسكوناً بقدر كبير من التخليط والتغليط، يصدم العقل ويجعل الحليم حيرانَ.
لأنني واحد من ضحايا هذه الحالة الأخيرة، فلم أجد مفراً من رفع يدي في الفضاء المتاح راسماً علامة “نقطة نظام”، وراجياً أن نحفظ للديمقراطية كرامتها، فنقوم بتحرير المصطلح أولاً، لازالة ما علق به من تشويه من ناحية، ولتحديد علاقتنا به ونصيبنا منه من ناحية ثانية، كي نعرف بالضبط ما حصلناه قبل “الامتحان”. وبعد أن نقطع هذا الشوط، ونتأكد من امكانية حصولنا على علامات تفوق المتوسط في اختباراته، يحق لنا أن نتحدث عن التاريخ، ونطرق أبوابه بثقة واطمئنان.
يحضرني في هذا الصدد المثل الذي يقول بأنه ليس كل ما يلمع ذهباً، لأنه ينطبق بنفس القدر على موضوعنا. ذلك بأنه ليست كل تظاهرة انتخابية برهاناً على الديمقراطية، وانما غاية ما يمكن أن يقال بحقها أنها من “أصداء” الديمقراطية. وبلغة أهل القانون فهي “قرينة” تشهد لها، ولا ترقى الى مستوى الدليل الذي يؤكد وجودها. ولا تنس أن هتلر بنازيته المقيتة، جاء بالانتخابات، كما أن كل الحكام المستبدين في زماننا “طبخوها”، وقعدوا على قلوب الخلق متوسلين بصناديق الانتخابات ومتذرعين بالاجماع الشعبي المصطنع، الذي عبرت عنه التسعات الثلاث الشهيرة، ومن ثم اعتبروا أنفسهم منتخبين “ديمقراطياً”. وكان هذا هو الادعاء الذي لوح به الرئيس الموريتاني المخلوع معاوية ولد الطايع وردده المتحدث باسم البيت الأبيض في البداية في احتجاجه على العسكر الذين انقلبوا عليه في نواكشوط قبل ثلاثة أسابيع.
(2)
اذا اعتبرنا أن الديمقراطية افضل نظام تم اختباره في العالم المعاصر لارادة المجتمع (أرجوك لا تضيع وقتاً في المقارنة بين الديمقراطية والشورى، لأنني لا أرى فرقاً بين الاثنين الا في حدود الحلال والحرام التي يقررها الشرع)، فسنجد أنها ككل نظام لها شروط وغايات واستحقاقات عدة، اذا لم تتوافر في التجربة، فانها تصبح منقوصة عند الحد الأدنى، ومغشوشة عند الحد الأقصى. وفي الحالتين فان الوضع يصبح اقرب الى حالة صاحبنا الذي أشرت اليه قبل قليل، الذي يراد له أن ينجح دون أن يستوفي شروط اجتياز الامتحان. ولا جدال في أن للأكاديميين بحوثاً موسعة ومعمقة في الموضوع، الا أنني في الحديث عن الشروط والاستحقاقات أضيف الى ما تعلمته على أيدي أساتذة القانون الدستوري، خبرة أربعة عقود من التوق الى الديمقراطية والافتتان بممارساتها واستخلاص العبر من نماذج تزويرها أو تغييبها. وبوسعي أن أقول الآن إن الأمر اكبر والعبء اثقل، بما لا يحتمل العبث أو اللهو. فللديمقراطية بيئة تنمو فيها، وغايات تتمناها، وقرائن تدل عليها، وآليات تتوسل بها، وهياكل تتجلى فيها، الأمر الذي يعني أن لها ركائز وعناصر عدة، من الخطأ الجسيم والتعسف البين أن ينتزع أو يختطف واحد منها، ثم يسلط عليه الضوء بحسبانه تمثيلاً للديمقراطية وتجسيداً لها. وذلك منطوق يحتاج الى تفصيل، اليك بيانه باختصار:
البيئة أو المناخ المواتي هو الأساس الذي يقوم عليه البناء الديمقراطي. إن شئت فقل انها “الحصان” الذي ينبغي أن يوضع في المقدمة، لكي يجر عربة الديمقراطية ويقودها الى بر الأمان. وهذا المناخ يتوافر بالدرجة الأولى من خلال اطلاق الحريات في المجتمع. واذا كنا قد تعارفنا حيناً من الدهر على أن المقصود هو حرية المواطن واعتبرنا حرية الوطن أمراً مفروغاً منه، الا أن التطورات التي شهدتها المنطقة (في العراق مثلاً) باتت تفرض علينا أن نشير الى أهمية كفالة حرية الوطن قبل الحديث عن حرية المواطن، حتى لا نخدع برفع أيدي المحتلين عن حكم البلاد، ثم نكتشف انهم يديرون الأمر من وراء ستار، بحيث يحكمون الذين يحكمون. وهو التعبير الماكر الذي صكه ذات يوم اللورد كرومر، المعتمد البريطاني السابق في مصر.
(3)
النجاح المرجو في الامتحان يقاس بانجاز ثلاثة أمور محددة، هي من الثمار الضرورية، أو قل إنها من مقاصد الديمقراطية وغاياتها المجال السياسي. صحيح أن الغاية العظيمة تظل اسعاد الناس واشاعة السلام الاجتماعي بينهم، الا أن ذلك يتحقق من خلال تلك الأمور، التي تتمثل فيما يلي: ضمان حق الناس في المشاركة في القرار الذي يخص حاضرهم ومستقبلهم وتوفير حقهم في الحساب والمساءلة لكل مسؤول في السلطة، في أدنى مدارجها أو أعلاها، من خلال المجالس المنتخبة على كل المستويات وتيسير التداول السلمي للسلطة، بين ممثلي الشعب وقواه الحية.
والأمر كذلك، فلست أتردد في القول بأن الديمقراطية التي لا توفر للناس حقوقهم في المشاركة والمساءلة ولا تتيح فرصة التداول، تغدو قيمة معطلة وعنواناً فارغ المضمون وادعاء لا دليل على صحته. ولا سبيل الى اقناع الناس بالتحول الديمقراطي في هذه الحالة الا بتنزيل تلك الأمور على أرض الواقع، أو طمأنتهم الى أن ثمة أملاً غير بعيد في ذلك.
(4)
ثمة مظاهر للديمقراطية تعد من مستلزماتها، تنضاف الى بيئة الحرية والثمار والقرائن، وهي تتمثل في الآليات والهياكل. ففصل السلطات بين الآليات، وكذلك التعددية الحزبية، واجراء الانتخابات أو الاستفتاءات، ويسري ذلك على استطلاعات الرأي العام، وغير ذلك من الوسائل التي يفترض أن تصب في خدمة تحقيق الغايات التي سبقت الاشارة اليها (المشاركة والمساءلة والتداول) أما الهياكل فتمثل في كافة المؤسسات والأبنية والمنابر التي تتم من خلالها ممارسة الديمقراطية، والمجالس التمثيلية المنتخبة، ومنظمات حقوق الانسان، وغيرها من مؤسسات العمل المدني والأهلي. وهذه كلها تمثل “ديكور” الممارسة الديمقراطية. ومن أسف أن خبرة العالم الثالث شهدت في العقود الأخيرة صوراً عدة من الاحتيال على الديمقراطية، تمثلت في استخدام الآليات واقامة الهياكل، واعتبار وجودها بحد ذاته تجسيداً للديمقراطية ودليلاً على انجاز التحول المنشود. حتى وجدنا نماذج عدة توافرت لها كل ما يخطر على بالك من آليات الديمقراطية وهياكلها ومظاهرها، بينما غاب شيء واحد، هو الديمقراطية ذاتها!
(5)
شاركت في بعض الملتقيات التي ناقشت مسألة الديمقراطية، وقال بعض المشاركين فيها انه لم يعد أمام أهل السياسة خيار، اذ بات عليهم أن يتحولوا الى الديمقراطية، رضوا أم كرهوا، لأن الضغوط الدولية في هذا الاتجاه، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة، أصبحت أقوى من أن تقاوم. وكنت بين الذين عارضوا هذا الرأي، ليس فقط لأن الولايات المتحدة لم تكن يوماً ما جمعية خيرية تسعى لاسعاد البشر واغاثة المظلومين منهم، وليس لان الادارة الأمريكية لوحت بمسألة الديمقراطية في العراق بعدما فشلت في اثبات حيازة نظامه لأسلحة الدمار الشامل، كما فشلت في العثور على دليل على علاقته بتنظيم القاعدة، وانما الأهم من ذلك أن واشنطن “فوتت” مسألة حقوق الانسان في علاقتها بالصين، وتغاضت عن كل الانتهاكات التي مارستها دول صديقة لها. ولا ينسى في هذا الصدد أن الرئيس الاوزبكي حين أمر بقتل 750 معارضاً لنظامه في ولاية انديجان قبل اشهر قليلة، فان واشنطن تضامنت مع موسكو لمنع اجراء تحقيق دولي في المذبحة، لان القواعد العسكرية الأمريكية هناك تعد ركيزة مهمة لنفوذ واشنطن في وسط آسيا.
كان رأيي ولا يزال أن الولايات المتحدة تهمها مصالحها الاستراتيجية بالدرجة الأولى، وهو أمر طبيعي، وحيثما تحققت مصالحها حل رضاها، بصرف النظر عن كون النظام ديمقراطياً أو استبدادياً. صحيح أن النظام الديمقراطي الموالي لها هو الصيغة الأمثل، واذا تعذر ذلك فسوف يرضيها لا ريب، ويرفع عنها الحرج، أن يتجمل أي نظام استبدادي ببعض المظاهر والديكورات الديمقراطية. وهو الحاصل في عدة دول بالمنطقة.
ذلك لا ينفي بطبيعة الحال أن ضغوط المنظمات الدولية لها تأثيرها النسبي في مسألة الاصلاح السياسي والديمقراطي. وهو تأثير يمكن الافادة منه لا ريب، لكن التعويل عليه في الاصلاح يبالغ في حجمه ويحمله بما لا ينبغي أن يحمل به. لا اظن ان ثمة خلافاً على ضرورة مواصلة النضال الوطني من أجل اقامة البناء الديمقراطي. وهو ما يدعوني الى معاودة التذكير بأن البناء لا يمكن له ان يقام حقا الا اذا توافر له الأساس المتمثل في اطلاق الحريات العامة. و الا فاننا سنكرر مأساة صاحبنا الذي ما استذكر يوما وما استوفر شرطا، و أراد ان ينجح في الامتحان.
الثلاثاء 23/8/2005
أخشى ما أخشاه في اللحظة الديمقراطية التي تعيشها مصر هذه الأيام، أن نكون مثل الطالب الذي لم يحضر درساً ولم يفتح كتاباً طول العام، وفي ليلة الامتحان تساءل أهله: هل يمكن أن ينجح؟! وليس ذلك اغرب ما في الأمر، انما الأغرب أن تصبح اجابة السؤال محل اجتهاد ومزايدة!
(1)
لا أخفي قلقاً من انفعالات اللحظة التي ابتذلت الديمقراطية، واختزلتها في تظاهرات تتمحك فيها، في حين أبدت استعداداً مدهشاً للعبث بالتاريخ، عندما راهنت على ضعف ذاكرة الناس، وحاولت اقناعهم بأن ميلاداً جديداً يبزغ في الأفق، وان كل ما لم يتحقق طيلة السنوات التي خلت لأسباب يجهلونها، آن له أن يصبح حقيقة في مقبل السنوات، لأسباب لا يهم أن يعرفوها.
نعم، هي لحظة جديدة لا ريب. لكني لم أجد سبباً بريئاً للمبالغات التي تضفى عليها، وتحميلها بأكثر مما تحتمل، خصوصاً في الشق المتعلق بالبشارات التي أطلقت في الأفق محدثة ضجيجاً مبتكراً وغير مألوف، وملوحة بإشراقات الديمقراطية وتجلياتها، التي يقال لنا إنها غير مسبوقة في التاريخ. وهو الخطاب الذي جاء مسكوناً بقدر كبير من التخليط والتغليط، يصدم العقل ويجعل الحليم حيرانَ.
لأنني واحد من ضحايا هذه الحالة الأخيرة، فلم أجد مفراً من رفع يدي في الفضاء المتاح راسماً علامة “نقطة نظام”، وراجياً أن نحفظ للديمقراطية كرامتها، فنقوم بتحرير المصطلح أولاً، لازالة ما علق به من تشويه من ناحية، ولتحديد علاقتنا به ونصيبنا منه من ناحية ثانية، كي نعرف بالضبط ما حصلناه قبل “الامتحان”. وبعد أن نقطع هذا الشوط، ونتأكد من امكانية حصولنا على علامات تفوق المتوسط في اختباراته، يحق لنا أن نتحدث عن التاريخ، ونطرق أبوابه بثقة واطمئنان.
يحضرني في هذا الصدد المثل الذي يقول بأنه ليس كل ما يلمع ذهباً، لأنه ينطبق بنفس القدر على موضوعنا. ذلك بأنه ليست كل تظاهرة انتخابية برهاناً على الديمقراطية، وانما غاية ما يمكن أن يقال بحقها أنها من “أصداء” الديمقراطية. وبلغة أهل القانون فهي “قرينة” تشهد لها، ولا ترقى الى مستوى الدليل الذي يؤكد وجودها. ولا تنس أن هتلر بنازيته المقيتة، جاء بالانتخابات، كما أن كل الحكام المستبدين في زماننا “طبخوها”، وقعدوا على قلوب الخلق متوسلين بصناديق الانتخابات ومتذرعين بالاجماع الشعبي المصطنع، الذي عبرت عنه التسعات الثلاث الشهيرة، ومن ثم اعتبروا أنفسهم منتخبين “ديمقراطياً”. وكان هذا هو الادعاء الذي لوح به الرئيس الموريتاني المخلوع معاوية ولد الطايع وردده المتحدث باسم البيت الأبيض في البداية في احتجاجه على العسكر الذين انقلبوا عليه في نواكشوط قبل ثلاثة أسابيع.
(2)
اذا اعتبرنا أن الديمقراطية افضل نظام تم اختباره في العالم المعاصر لارادة المجتمع (أرجوك لا تضيع وقتاً في المقارنة بين الديمقراطية والشورى، لأنني لا أرى فرقاً بين الاثنين الا في حدود الحلال والحرام التي يقررها الشرع)، فسنجد أنها ككل نظام لها شروط وغايات واستحقاقات عدة، اذا لم تتوافر في التجربة، فانها تصبح منقوصة عند الحد الأدنى، ومغشوشة عند الحد الأقصى. وفي الحالتين فان الوضع يصبح اقرب الى حالة صاحبنا الذي أشرت اليه قبل قليل، الذي يراد له أن ينجح دون أن يستوفي شروط اجتياز الامتحان. ولا جدال في أن للأكاديميين بحوثاً موسعة ومعمقة في الموضوع، الا أنني في الحديث عن الشروط والاستحقاقات أضيف الى ما تعلمته على أيدي أساتذة القانون الدستوري، خبرة أربعة عقود من التوق الى الديمقراطية والافتتان بممارساتها واستخلاص العبر من نماذج تزويرها أو تغييبها. وبوسعي أن أقول الآن إن الأمر اكبر والعبء اثقل، بما لا يحتمل العبث أو اللهو. فللديمقراطية بيئة تنمو فيها، وغايات تتمناها، وقرائن تدل عليها، وآليات تتوسل بها، وهياكل تتجلى فيها، الأمر الذي يعني أن لها ركائز وعناصر عدة، من الخطأ الجسيم والتعسف البين أن ينتزع أو يختطف واحد منها، ثم يسلط عليه الضوء بحسبانه تمثيلاً للديمقراطية وتجسيداً لها. وذلك منطوق يحتاج الى تفصيل، اليك بيانه باختصار:
البيئة أو المناخ المواتي هو الأساس الذي يقوم عليه البناء الديمقراطي. إن شئت فقل انها “الحصان” الذي ينبغي أن يوضع في المقدمة، لكي يجر عربة الديمقراطية ويقودها الى بر الأمان. وهذا المناخ يتوافر بالدرجة الأولى من خلال اطلاق الحريات في المجتمع. واذا كنا قد تعارفنا حيناً من الدهر على أن المقصود هو حرية المواطن واعتبرنا حرية الوطن أمراً مفروغاً منه، الا أن التطورات التي شهدتها المنطقة (في العراق مثلاً) باتت تفرض علينا أن نشير الى أهمية كفالة حرية الوطن قبل الحديث عن حرية المواطن، حتى لا نخدع برفع أيدي المحتلين عن حكم البلاد، ثم نكتشف انهم يديرون الأمر من وراء ستار، بحيث يحكمون الذين يحكمون. وهو التعبير الماكر الذي صكه ذات يوم اللورد كرومر، المعتمد البريطاني السابق في مصر.
(3)
النجاح المرجو في الامتحان يقاس بانجاز ثلاثة أمور محددة، هي من الثمار الضرورية، أو قل إنها من مقاصد الديمقراطية وغاياتها المجال السياسي. صحيح أن الغاية العظيمة تظل اسعاد الناس واشاعة السلام الاجتماعي بينهم، الا أن ذلك يتحقق من خلال تلك الأمور، التي تتمثل فيما يلي: ضمان حق الناس في المشاركة في القرار الذي يخص حاضرهم ومستقبلهم وتوفير حقهم في الحساب والمساءلة لكل مسؤول في السلطة، في أدنى مدارجها أو أعلاها، من خلال المجالس المنتخبة على كل المستويات وتيسير التداول السلمي للسلطة، بين ممثلي الشعب وقواه الحية.
والأمر كذلك، فلست أتردد في القول بأن الديمقراطية التي لا توفر للناس حقوقهم في المشاركة والمساءلة ولا تتيح فرصة التداول، تغدو قيمة معطلة وعنواناً فارغ المضمون وادعاء لا دليل على صحته. ولا سبيل الى اقناع الناس بالتحول الديمقراطي في هذه الحالة الا بتنزيل تلك الأمور على أرض الواقع، أو طمأنتهم الى أن ثمة أملاً غير بعيد في ذلك.
(4)
ثمة مظاهر للديمقراطية تعد من مستلزماتها، تنضاف الى بيئة الحرية والثمار والقرائن، وهي تتمثل في الآليات والهياكل. ففصل السلطات بين الآليات، وكذلك التعددية الحزبية، واجراء الانتخابات أو الاستفتاءات، ويسري ذلك على استطلاعات الرأي العام، وغير ذلك من الوسائل التي يفترض أن تصب في خدمة تحقيق الغايات التي سبقت الاشارة اليها (المشاركة والمساءلة والتداول) أما الهياكل فتمثل في كافة المؤسسات والأبنية والمنابر التي تتم من خلالها ممارسة الديمقراطية، والمجالس التمثيلية المنتخبة، ومنظمات حقوق الانسان، وغيرها من مؤسسات العمل المدني والأهلي. وهذه كلها تمثل “ديكور” الممارسة الديمقراطية. ومن أسف أن خبرة العالم الثالث شهدت في العقود الأخيرة صوراً عدة من الاحتيال على الديمقراطية، تمثلت في استخدام الآليات واقامة الهياكل، واعتبار وجودها بحد ذاته تجسيداً للديمقراطية ودليلاً على انجاز التحول المنشود. حتى وجدنا نماذج عدة توافرت لها كل ما يخطر على بالك من آليات الديمقراطية وهياكلها ومظاهرها، بينما غاب شيء واحد، هو الديمقراطية ذاتها!
(5)
شاركت في بعض الملتقيات التي ناقشت مسألة الديمقراطية، وقال بعض المشاركين فيها انه لم يعد أمام أهل السياسة خيار، اذ بات عليهم أن يتحولوا الى الديمقراطية، رضوا أم كرهوا، لأن الضغوط الدولية في هذا الاتجاه، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة، أصبحت أقوى من أن تقاوم. وكنت بين الذين عارضوا هذا الرأي، ليس فقط لأن الولايات المتحدة لم تكن يوماً ما جمعية خيرية تسعى لاسعاد البشر واغاثة المظلومين منهم، وليس لان الادارة الأمريكية لوحت بمسألة الديمقراطية في العراق بعدما فشلت في اثبات حيازة نظامه لأسلحة الدمار الشامل، كما فشلت في العثور على دليل على علاقته بتنظيم القاعدة، وانما الأهم من ذلك أن واشنطن “فوتت” مسألة حقوق الانسان في علاقتها بالصين، وتغاضت عن كل الانتهاكات التي مارستها دول صديقة لها. ولا ينسى في هذا الصدد أن الرئيس الاوزبكي حين أمر بقتل 750 معارضاً لنظامه في ولاية انديجان قبل اشهر قليلة، فان واشنطن تضامنت مع موسكو لمنع اجراء تحقيق دولي في المذبحة، لان القواعد العسكرية الأمريكية هناك تعد ركيزة مهمة لنفوذ واشنطن في وسط آسيا.
كان رأيي ولا يزال أن الولايات المتحدة تهمها مصالحها الاستراتيجية بالدرجة الأولى، وهو أمر طبيعي، وحيثما تحققت مصالحها حل رضاها، بصرف النظر عن كون النظام ديمقراطياً أو استبدادياً. صحيح أن النظام الديمقراطي الموالي لها هو الصيغة الأمثل، واذا تعذر ذلك فسوف يرضيها لا ريب، ويرفع عنها الحرج، أن يتجمل أي نظام استبدادي ببعض المظاهر والديكورات الديمقراطية. وهو الحاصل في عدة دول بالمنطقة.
ذلك لا ينفي بطبيعة الحال أن ضغوط المنظمات الدولية لها تأثيرها النسبي في مسألة الاصلاح السياسي والديمقراطي. وهو تأثير يمكن الافادة منه لا ريب، لكن التعويل عليه في الاصلاح يبالغ في حجمه ويحمله بما لا ينبغي أن يحمل به. لا اظن ان ثمة خلافاً على ضرورة مواصلة النضال الوطني من أجل اقامة البناء الديمقراطي. وهو ما يدعوني الى معاودة التذكير بأن البناء لا يمكن له ان يقام حقا الا اذا توافر له الأساس المتمثل في اطلاق الحريات العامة. و الا فاننا سنكرر مأساة صاحبنا الذي ما استذكر يوما وما استوفر شرطا، و أراد ان ينجح في الامتحان.
17 comments:
طب هو عايز يوصل لإيه في الآخر يعني؟
ما الخلاصة في كلمتين؟
"ليس كلّ ما يلمع ذهباً"؟ ده شيء معروف/ أمريكا ليست "الأمّ الحنون"؟ ده أكيد، ولا توجد دولة خيريّة، الدول تحمي مصالحها، ولنا أن نقنعها أنّ مصالحها تسيبنا في حالنا.
المقال مش عاجبني بصراحة، ولا أراه يرقى لمستوى مسوّدة كتبها أي مدوِّن فينا
R
يبدو انك لم تقرأ المقال جيدا او لا تريد قراءته لانك ربما لا تحب فهمي هويدي لانه محسوب علي التيار الاسلامي و هو الامر الذي يتحفظ عليه معظم الاقباط حتي المتفتحين منهم
و اذا كان غرورك يدفعك لان تتدعي ان المقال لا يرقي الي مستوي مسودة كتبها اي مدون فذلك دليل علي ضيق افقك
و بما انك فذ اوي كدة لماذا لا تنشر سوي في مدونة و ليس في اي صحيفة عربية او غير عربية ايا كانت ايها الكاتب الفذ؟
و لماذا لم تنشر الاهرام مقال هويدي الا اذا كان المقال اكثر مما تتحمله الجريدة؟
عجبي مما تدعيه علي هذا الكاتب الشريف المخضرم
ال مسودة ال
أنا اعجبني المقال و هو في الحقيقة بيتكلم عن نقطة مهمة جدا يجب توضيحها للمصريين العاديين الذين لا يقراون و لا يشاهدون إلا منابر الحكومة الإعلامية و تتلخص الحكاية في العنوان الذي أعتبره إختيار عبقري من فهمي الهويدي "الديموقراطية المغشوشة" .
رجاء يا مصريين إبتعدوا عن كلمة "أقباط " ولا "مسلمين" عشان في الأخر إحنا كلنا مصريين و كلنا في الهم سواء
إيه يا عم وائل
أنت داخل تضرب جامد قوي
أنا أقرأ فهمي هويدي كل أسبوع
والمقال فيه ثلاث أو أربع سطور بيسخروا من الريس وحملة انتخابه، وعلشان كدة اتمنع
لكن باقي المقال فعلاً مافيهوش أي إضافة، وأضعف من مقالات هويدي التي يسمح الأهرام بنشرها
أما الكلام الظريف اللي أنت كاتبه لراء، فهو غير مقبول، وراجع نفسك
ghandy
ما الغريب فيما قلت؟ اليست حقيقة ان معظعم الاقباط لا يتقبلونه لانه اسلامي؟ ما العيب في طرح هذا السؤال؟ هذه حقيقة و من حق اي شخص ان يختلف معي فيها و لكن ان ينكرها فهذا موضوع اخر
المقال مكتوب بحنكة و ليس مطلوبا منه ان يجب الديب من ذيله لان في عباقرة بعيملوا كدة في مدونتهم!
علي اي حال فهمي هويدي ليس في حاجة الي تقييمك و ان لك الحق في تقييمه سلبياً بالطبع
ـ
كتب وائل لي:
"
يبدو انك لم تقرأ المقال جيدا او لا تريد قراءته لانك ربما لا تحب فهمي هويدي لانه محسوب علي التيار الاسلامي و هو الامر الذي يتحفظ عليه معظم الاقباط حتي المتفتحين منهم
و اذا كان غرورك يدفعك لان تتدعي ان المقال لا يرقي الي مستوي مسودة كتبها اي مدون فذلك دليل علي ضيق افقك"
يا سيّد وائل،
يبدو أنّك لم تقرأ تعليقي جيّداً أو لا تريد قراءته لأنّك ربّما لا تحبّني لأنّك حسبتني على التيّار القبطيَ!
سهل جدّاً إلقاء الأحكام على فكرة، ولكن لو قرأت تعليقي جيّداً سترى أنّني لم أصدر حُكماً واحداً على المقال، كلّ ما كتبته تساؤلات عن الجديد الذي يجلبه المقال، وعبّرت عن رأيي بكلمتَيْ: "مش عاجبني" "ولا أراه يرقى"؛ يعني أنا لم أتحدّث إلاّ عن رأيي.
ثم أضاف وائل:
"و بما انك فذ اوي كدة لماذا لا تنشر سوي في مدونة و ليس في اي صحيفة عربية او غير عربية ايا كانت ايها الكاتب الفذ؟"
أنا لم أقل إنّني كاتب فذ، ولم أقُل إنّه لا يرقى لمسوّداتي أنا، بل بصراحة كان في ذهني وأنا أكتب السطور مدوّنات سياسيّة مثل بهيّة و طق حنكو صاحب الأشجار
لم أتحدّث من مقعد الكاتب ولا حتّى الناقد، بل القارئ.
وبالمناسبة، كيف استنتجت أنّني لا أنشر في مجلاّت عربيّة وعالميّة؟
أجبرني وائل على قراءة المقال ثانيةً بتروٍّ أكثر من المرّة الأولى،
وأجبرني على أن أقاوم فكرتي المسبقة عن فهمي هويدي، وهي فكرة سلبيّة عامةً،
وحاولتُ أن أتساءل: لماذا لم يُعجبني المقال في المقام الأوّل؟
١- ما الجديد؟
أوّل ما رأيتُه ضعيفاً هو أنّ المقال لم يقدِّم جديداً. "عن الديمقراطيّة المغشوشة" هو عنوانه. كلّ شخص تحدّثتُ معه عن الانتخابات القادمة يقول لي: "يا عم إنت واخدها ليه جد كده؟ ما هو مبارك هيكسب بأيّ طريقة كانت. إنت صدّقت إنّها ديمقراطيّة حقيقيّة؟"
الناس إذن-يا واحدة-متّفقون أنّ الديمقراطيّة الحالية نص نص (أو فالصو)، وما يحتاجون قراءته هو ما يساعدهم على القرار، وليس ما يردّد ما يقولون.
كتب غاندي باقتدار مستخدماً الأرقام لا الرأي غير المستند على دليل عن عدم توازن المساحة الدعائيّة للمرشحين.
كتب محمّد عن مجهودات المجتمع المدني لمراقبة الانتخابات.
فماذا كتب فهمي هويدي-الكاتب المخضرم-بحسب وصف وائل؟
أحاول القراءة ثانيةً: الهدف من المقال واضح في العنوان: الديمقراطيّة مغشوشة، ولا يجب أن نفرح بها ونصدّق كلام الناس، فليس كلّ ما يلمع ذهباً وأنا-أي فهمي هويدي-أخاف أن نرسب في "امتحان الديمقراطيّة".
واضح جداً. فماذا تقترح يا أستاذ فهمي؟
هذا هو ما حاولت إيجاده.
هل يقترح ألاّ نفرح؟ مش فرحانين. أنا شخصيّاً مش فرحان بالديمقراطيّة، ومش مصدّق المسئولين، لكنّني سعيد بكم المبادرات الشعبيّة الكثيرة، والكثير منها أنضج من كلّ محاولات الأعوام السابقة.
هل يقترح مقاطعة الانتخابات مثلاً؟ هذا غير واضح.
هل يقترح العصيان المدني؟ هذا غير واضح
طب نعمل إيه علشان ننجح في الامتحان؟
يضع فهمي هويدي شروطاً ثلاثة، ويتركها معلّقة شبه تعجيزيّة بلا اقتراحات عمليّة أو حتّى مبادرة شخصيّة منه.
الشروط الثلاثة-كما فهمت أنا-هي:
ضمان حق الناس في المشاركة في القرار الذي يخص حاضرهم ومستقبلهم/ وتوفير حقهم في الحساب والمساءلة لكل مسؤول في السلطة، في أدنى مدارجها أو أعلاها، من خلال المجالس المنتخبة على كل المستويات/ وتيسير التداول السلمي للسلطة، بين ممثلي الشعب وقواه الحية.
هذه هي الزبدة في المقال. لكنّ الكاتب بدا متعجّلاً فلم ينمِّ كلّ فكرة من الثلاثة، كما أنّه لم يقترح ماذا نفعل لتحقيقها، أو إلى أيّ مدى هي موجودة، وماذا نفعل لو لم يحقّقها النظام الحالي. ننتحر؟
يقول أيضاً:
"البيئة أو المناخ المواتي هو الأساس الذي يقوم عليه البناء الديمقراطي. إن شئت فقل انها “الحصان” الذي ينبغي أن يوضع في المقدمة، لكي يجر عربة الديمقراطية ويقودها الى بر الأمان"
كلّ الناس متفقة على أنّ البيئة الديمقراطيّة أهم شيء، وبهذه الحجة نفسها قال النظام سابقاً إنّنا "لسنا مستعدين لانتخابات حرّة".. أين الاقتراحات لتغيير البيئة؟ أين الاقتراحات للتوعية ونشر ثقافة أقرب للديمقراطيّة؟
ثم يقول:
"الا أن التطورات التي شهدتها المنطقة (في العراق مثلاً) باتت تفرض علينا أن نشير الى أهمية كفالة حرية الوطن قبل الحديث عن حرية المواطن، حتى لا نخدع برفع أيدي المحتلين عن حكم البلاد، ثم نكتشف انهم يديرون الأمر من وراء ستار، بحيث يحكمون الذين يحكمون"
برضه مش فاهم المطلوب. هل يلمّح أنّ مصر يحتلها الأمريكان بالريموت كنترول؟ طب والحل يا سيدي؟ ننتخب مين: شلتوت؟ ولا نعمل ثورة ضد أمريكا ونؤجل الانتخابات؟
ثم يختم الكاتب المقال، في المقطع المتوقّع أن يحمل الخلاصة، بما يلي:
"لا اظن ان ثمة خلافاً على ضرورة مواصلة النضال الوطني من أجل اقامة البناء الديمقراطي. وهو ما يدعوني الى معاودة التذكير بأن البناء لا يمكن له ان يقام حقا الا اذا توافر له الأساس المتمثل في اطلاق الحريات العامة."
لا خلاف على ضرورة مواصلة النضال/ لا بناء بلا إطلاق الحرّيّات.
طب بذمتكم كلّكم هل يختلف هذا الكلام في نهاية المقال عمّا كان في بدايته؟ يعني ماذا أضافه كلّ الكلام الذي كتبه ليصل بنا إلى هذه الخلاصة التي يمكن استنتاجها من أوّل جملة؟
يا واحدة مصريّة ويا وائل، بما أنّ المقال أعجبكُما:
هل تستطيعان أن توضِّحا لي (في جملة بسيطة مفيدة) العلاقة بين كلّ مقطع وما يليه، والحكمة في هذا الترتيب؟
أنا في رأيي يمكن وضع المقاطع ٢ و ٣ و٤ بأيّ ترتيب ويمكن أيضاً حذفها بلا تأثير كبير على الفكرة.
أتمنّى أن أكون أوضحت فكرتي.
بذمّتك يا وائل، اقرأ لـبهيّة وقارن، وقل لي كلمة حق! على الأقل أيّ مقال فيه مجهود أكبر؟
ولا انت عايز تهاجمني وبس؟
"اليست حقيقة ان معظعم الاقباط لا يتقبلونه لانه اسلامي؟ ما العيب في طرح هذا السؤال؟ هذه حقيقة و من حق اي شخص ان يختلف معي فيها و لكن ان ينكرها فهذا موضوع اخر"
لا يمكن كمية الحقائق يا أستاذ وائل إللي الجملة السابقة
"معظم الأقباط لا يتقبلونه لأنه اسلامي؟"
وهل تعرف "معظم الأقباط"، يعني حسبة ثلاثة أربعة خمسة مليون قبطي حسب التعداد إللي تعترف بيه؟ ولا عملت احصائية؟ ولا هيئة التعبئة العامة والاحصاء هي إللي عملته برغم من إنها مش عارفة تحصي عدد الأقباط أصلاً لحد دلوقتي؟
مافيش عيب في طرح السؤال، بس إنت وجهت اتهام مش طرحت سؤال
حقيقة يختلف معك شخص فيها ولكن ينكرها هذا موضوع آخر؟
طب ماهو لما يختلف معاك فيها يبقى بينكرها، ولا يختلف معاك بمعنى إنه موافق بس مختلف على إنهم "معظم الأقباط" ولا "كل" الأقباط؟
دا طبعاً بعد ما نعرف هي إزاي ارتقت لمستوى "الحقيقة" إللي قال عليها غاندي من كام يوم "هدف متحرك"
بالنسبة لمحتوى المقالة: طيب الواحد يقراه عشان يفكر نفسه بشروط الديمقراطية والبيئة الواجبة كويس، بالرغم من أنها مافيهاش حاجة جديدة - وقطعاً لا ترقى لما تكتبه بهية - ولو إنه في وسط لستة التعريفات والشرح - كالعادة - تنصل من كتابة تعريف "الديقراطية"، بل وحذرنا من سؤاله "عن الفرق بين الديمقراطية والشورى" حتى لا يوقع نفسه في زنقة تخرجه عن طريقة "الامساك بالعصا من المنتصف من جهة من يعتقد إنه سيكسب الماتش"
أما بالنسبة للاتهامات التي وجهتها لشخص راء: عيب
I agree with u 100%, R, and ur detailed analysis of the article is true and precise. I'm Moslem and I feel Fahmy Howeidi always just likes to be different, and writes impractical things that make us just keep going around in circles without any practical solutions or ideas.
It seems Wael personally dislikes u for some reason, and the language of Moslem and Christian should not be used to attack people.
Baheyya is beyond comaprison to any writer, in my view, and if it were up to me I would give her the Pullitzer prize in beautifully crafted literature journalism. She was mentioned recently in Ahram Weekly, by the way:
http://weekly.ahram.org.eg/2005/757/eg8.htm
Fahmy Howeidy is a pseudowriter.
He uses rhetoric in his writings & contradicts himself alot.
I dont bother reading him anymore & by the way, im a muslim but i know half of what he writes is rhetorical rubbish.
anonymous, r, ghandy
اثبتوا للجميع ان اهتمامكم منصب علي نقد و كره لفهمي هويدي لانه استحوذ علي المناقشة اكثر من مقاله الممنوع
اعتقد انه من السخف مقارنة مقالات كاتب محترف و مثقف محترم يتمتع بشهرة و سمعة هائلة في العالم العربي و خارجه ببهية و طك حنك رغم انحائي لهم لكتاباتهم و اخلاصهم
و لكن لا مقارنة لان المقارنة خاطئة و ليست في صالحهم من ناحية الخبرة و الثقافة و العلم و السن او حتي التجربة
و لن اضيع وقتي اكثر من ذلك في قراءة ارائكم في فهمي هويدي لانه بصراحة و كما قلت من قبل الرجل اشهر و اكبر من نقد الف مدون
لا مجال للمقارنة لان هذه تصرفات طفولية
Grow up and get a life!
wael wael wael, you are a hypocrite infantile. It is you who is acting like a child throwing heap over a writer whos writings doesnt reveal anything new. If you cannot accept criticism of others, then you are just like the rest pretending to be an intellect when you are just another tyrant, you & your likes cannot accept other arguments.
by the way dear boy...i am grown up & have a life, I dont hate fahmy howediy, he is simply a psuedowriter.
go on follow your new idol fahmy, hes right all the way & shut this thing down, why listen to others when only you know it all?
For a true critique of fahmy Howeidy's writings, please see Ated Ahmed's excellent book [ Al Islam wa Al3almanah; qera2at naqdeyah fel fekr al mo3assr] Dar Masr al Ma7rosa.
For those want to know more & read a decent intellectual criticism devoid of emotions & personal vendettas,will find it interesting.
As for our dear grown up with a life wael here,better not read it as it may bring down your new found idol.
طبعا رامي حر في رأيه زي ما أي واحد حر.
أنا شخصيا مش شايف إن فهمي هويدي كاتب عظيم. ممكن يكون مجتهد بس كتاباته مش قوية بالدرجة الكافية في معظم الأحيان. بس طبعا دا مش معناه إني شايف إن "المدونين" أحسن منه! :) وجملة "لا أراه يرقى لمستوى مسوّدة كتبها أي مدوِّن فينا" دي أبلغ دليل على على عدم الموضوعية :)
أعتقد - وهذا رأيي الخاص - أن خلاف رامي معه يتعدى هذا المقال ويتعدى قدرة هويدي ككاتب إلى الأفكار التي ينطلق منها كل منهما والأهداف التي يريدان الوصول إليها.
انا لو تسمحولي جميعا شايف ان فهمى هويدى من احسن الكتاب الاسلاميين المعاصريين "ترجم اسلاميين ديه بالطريقة اللي تريحك!!" ..مش بس كده هويدي اسلوبه ممكن يكون اصعب من انه يوصلك و يوصلى من اول مرة بس هو ابسط كمان بكتير من ناس تانية .. هويدي قدر في مقالات كتير لهو كتب زي "المفترون" و "مقالان ممنوعة انه يعرض افكار و وجهات نظر قابلة جدا للتطبيق "طبعا" مش من قبل النظام اللي منع المقالات من النشر اساسا" بس الراجل عرض و بحث و كان في قلب الاحداث في البوسنة و افغانستان و من اوائل الناس اللي قالت هيحصل في العراق و حصل !!!
هويدي المحسوب علي الاسلاميين كان لييه وجهة نظر جديرة بالاحترام في قضية الارهاب في مصر و العنف مقابل العنف !
انا بصراحة كنت داخل اعق علي المقال بس لما لقيت الشد و الجذب قولت اقول كلمتى رغم اني اسف انى اقول و رغم احترامى لصاحبة المدونة انما فعلا اسلوب المناقشة معجبنييش و متهيالى ميعجبش اي حد ..
Gohary7
I would like you to check out an Islamic writer whom you might find interesting and reasonable. Interesting in that his books open subjects no other writers dare open, he does not discredit others like most writers do, as Mr.Howeidy also does. And reasonable because all of it makes more sense than most writers who contradict themselves every now & then. The writers name is Khalil Abdel Karim. You will find his books in Madbouli bookstore, check him out & see the difference.
إيه ده الموضوع تطوّر جداً!!
أنا توقفت فترة عن زيارة هذه التدوينة لأنّ التعليقات كانت شبه متوقفة.
كتب عمرو:
"وجملة "لا أراه يرقى لمستوى مسوّدة كتبها أي مدوِّن فينا" دي أبلغ دليل على على عدم الموضوعية :)"
طبعاً يا عمر، هذه الجملة غير موضوعيّة. بل هي ذاتيّة للغاية، والدليل أنّني بدأتها بـ"لا أراه" أي أنّني أعبّر عن رأي خاص نابع من شدّة إحباطي في المقال. لكن معك حق: هذه العبارة خاطئة تماماً لأنّني لم أقرأ كلّ مسودة كتبها كلّ مدوِّن وقد استدركت وضربت أمثلة بمدوّنين مثل طق حنك وبهيّة وغيرهم. وأنا أعتذر بشدّة لفهمي هويدي ولوائل وأسحب عبارتي الأولى تماماً، وأقرّ بالتالي في محاولة لتوخي الموضوعيّة:
مقال فهمي هويدي الذي وضعته واحدة مصريّة هنا مقال ضعيف جداً من حيث الشكل الأدبيّ والمضمون وسلاسة الفكرة (وقد حلّلته بالتفصيل لتوضيح نقطتي). وأنا أعتقد أنّه أضعف من معظم المقالات التي يكتبها مدوِّنون مثل: ألف، صاحب الأشجار، حمكشة، عمرو، حدوتة، سمسمة، طق حنك، بهيّة، حَمَد، غاندي، إلخ... وقد اخترت هؤلاء لأنّني أقرأ لهم بانتظام وقد كوّنت رأياً بشأن أساليبهم وتسلسل أفكارهم
كما أنّني لا أجد غضاضة في قول إنّ معظم ما قرأته لفهمي هويدي لا يعجبني، لكنّ من السذاجة تبريد ذلك بانتمائه السياسيّ، لا سيّما أنّني أستمتع بقراءة ماي كتبه محمد سليم العوا مثلاً، وأحياناً طارق البشري، بل ويعجبني ما يلقيه أيمن الظواهري أكثر كثيراً (من حيث البلاغة والإيجاز والوضوح)...
وأخيراً، لا أفهم ما سرّ الضجة المثارة بشأن نقد كاتب "كبير، مخضرم"...
ألا ينقد طلبة الأدب فطاحل الكتابة والشعر كلّ يوم (البحتري والمتنبي وشوقي والعقّاد وطه حسين و.. و..).
ثم لا أفهم لماذا تحدّث كلّ معلّق عن "حقّي في النقد من عدمه"، وأغفل الكثيرون تحليل المقال؟
ـ
Post a Comment