تقديم
فيما بعد, عندما ينجلي غبار المعركة, ويفوز الشعب المصري بحقه في إختيار حكامه, ويتخلص من القوانين المُقيدة للحريات, ومن القمع الذي كبل حيويته. عندما يفرض خطة للتنمية الحقيقية تأخذ مصالح الأغلبية في الحُسبان, وحقوقها في العمل والصحة والتعليم والعدالة. عندما يتحرر من النفوذ الأجنبي والهيمنة الأمريكية, ويستعيد دوره الطليعي عربياً وعالمياً, فيساند بحزم المقاومة العراقية للإحتلال الأجنبي, ويتصدى للعدو الإسرائيلي ولبرنامج تصفية الشعب الفلسطيني.
عندما يحدث كل ذلك سنكون في حاجة الي سجل يذكرنا بالدور الذي لعبته مقالات محمد حسنين هيكل في تصحيح الوعي الجمعي, والدور الذي لعبه برنامج حمدي قنديل في إشعال الوعي القومي , وبموقف الصحفيين الشجاع من رموز السلطة في إنتخابات نقابتهم, ودورهم في كشف المستور والتصدي للفساد الضارب في ظل سلطة شاخت وتعفنت وباعت مصالح البلاد وثرواتها من أجل الإستمرار بالتمديد أو التوريث, وبالدور الطليعي لحركة "كفايه" التي نقلت المعركة من الغرف المغلقة إلي الشارع رغم أنف الطغيان.
من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يوثق فيه مؤلفه- من خلال مقالاته المتتابعة في صحيفة العربي الناصري- لفضيحة التوريث, ويلقي الضوء علي كثيرمن تجلياتها وشخوصها.
يسجل الكتاب أول ظهور لجمال مبارك في 1998 والخطوات التي صحبت إعداده للدور القادم بدءاً من جمعية المستقبل والمجلس الرئاسي المصري الآمريكي حتي السيطرة علي الحزب الوطني والحكومة وتفاصيل الصراع الذي نشب بين الحرسين القديم والجديد.
ويسجل للمؤلف أنه - في وقت كان الاقتراب فيه من العائلة الحاكمة من المحظورات- من أوائل من تعرضوا إلي دور زوجة الرئيس المتشعب في الحياة السياسية، وربما أول من تحدث عن اللواء عمر سليمان الذي ما زال يعتبر من الشخصيات الغامضة في الحياة السياسية, وأول من أشار إلي حديث جمال مبارك الشهير في يناير 1999, والي إعتراف الأب في 1993 بمشاركة إبنه في شراء وبيع ديون مصر.
وما زلت أتذكر مشاعر الإشفاق عليه بعد كل مقال من مقالاته، والصعوبات التي واجهها بسبب مواقفه. ولا أنكر أني خفت عليه بعد أن قرأت هذا الكتاب. لكن هناك في الحياة أدوار مقدرة مهما بلغت فداحة ثمنها.
صُنع الله ابراهيم
****
هذا كل.."كل" ما أتركه لـ(عمر).. لعله عندما يعيه يغفر لي تقصيري الفادح معه. "شوية" موضوعات.. لعلها تعطي لأبيه قيمة ما لديه.
وقتها كانت تلميحات "التوريث" تظهر خجولة بالمجالس الخاصة، لتتشجع قليلاً بعد إشارة (الإستاذ هيكل) إليها بالجامعة الأمريكية.
قبلها لم يتعرض لها أحد بصراحة ووضوح.. البعض تحدث عن مخاوف تكرار سيناريو (بشار).. لكن أحدا لم يقترب بالقضية كما كانت تُطبخ.. كما بدأت تتضح للمتابعين.
وقتها، وبعد لقاء (جاك سترو/ وزير خارجية بريطانيا) بـ(جمال)، دشن مصريون مقيمون بالخارج، تحديداً في تورونتو بكندا، حملة جمع توقيعات ضد التوريث، مع رصد لتطورات صعود(جمال). إلتقطناها من منتداهم الغير مشهور على الشبكة العنكبوتية إلى أوراق (العربي) بتأثيرها الأوسع إعلامياً.
وبدأ خروج سيناريو التوريث للنور في ثلاث حلقات متتابعة، أذكر وقتها كلمات المبدع.. الغارق في هموم وطنه (صنع الله إبراهيم) بكل قيمته لدينا.."هذا عمل غير مسبوق في تاريخ الصحافة المصرية".. كوسام سأظل أفخر به.
لكل"موضوع" ظرفه الخاص في تاريخ نشره، بعضها تأخر نشره لحساسية النشر في توقيت معين.. فكان "النت" ملجأي، لكن يظل لكل منها "طزاجته الزمنية" وسبقه وقت نشره.
كلها نُشرت في التجربة التي سيتوقف عندها تاريخ مصر أكثر فيما بعد.. (العربي)، قد تختلف "كلمة".. مجرد كلمة أو أكثر عما هي هنا، لكن الكلمة "الحاضرة" هنا لا تضيف أكثر.. وأن كانت تحسم دلالة أو معنى. وبالطبع إذا كان "العنوان" كما هو مستقر مهنياً ملك الجريدة، فأنه هنا يعود لحالته الأولى.. كما كُنب مع موضوعه أول مرة.
كلها إنشغلت بهم واحد.. "هم" أضاع من عمري ربع قرن في موات دمر وطناً، هم توجعني معه.. دائماً مرافعة (أحمد زكي) في فيلم "ضد الحكومة" التي صاغها (بشير الديك).. عن"بلد نخره السوس، بنيانه يوشك أن يتداعى "، كان يحاكم قبل 14 عاماً "نظام كامل".. من "المجرمين الحقيقيين"، لم يكن أمامه وقتها – والآن- إلا أن يستغيث بالقضاء باكياً.."لدي مستقبل هنا أُريد أن أحميه".."أغيثونا.. أغيثونا".
محمد طعيمه
يُطلب من:
*مكتبة مدبولي الصغير: شارع البطل أحمد عبدالعزيز/المهندسين.
*مكتبة مدبولي بطلعت حرب.
*مكتبة المحطة: ميدان المحطة/ المنصورة.
*عم سيد: نقابة الصحفيين بشارع عبدالخالق ثروت.
المؤلف: أرقام 2130402 أو 0102591514 أو 0101406476