الفلاحون فى بلدتى يعيشون حالة من الهم والغم والألم, القلق يتملك الجميع , الخوف من المجهول الغامض يتسيد الموقف, الفرحة تلك الكلمة التى تحمل كل معانى الهنا والسور والاستبشار لم تعد كذلك. " الحكومة" قررت نزع ملكية آراضيهم, وهدم بيوتهم, البلدوزرات سوف تقتلع الحرث والزرع, مشهد رجال" الهجانة " فى فيلم الأرض فى زمن الإقطاع ينقض على أحلامهم, يقض مضاجعهم, يتساءلون إلى أين يذهبون؟، ومن أين يأكلون؟, ولمن يشكون ؟
الأرض مثل العرض يا خلق هووه, سمعوا من رجال المجلس الأعلى للأقصر كلاما خطيرا ً, قالوا لهم إن أرضكم لم تعد ملككم, سنعطيكم تعويضات مالية وربما أراضى أخرى فى الظهير الصحراوى, لكن أين هذا الظهير, لم يعد هناك ظهيراً ولا يحزنون, حتى إن وجد هل سيعوضنا عن أرضنا الخصبة التى لا تقدر بمال, إن الدولة فى مسيس الحاجة إلى نصف قيراط اراضى صالحة مستصلحة للزراعة, فكيف تنتزع ملكية مساحة 500 فدان من أجود الآراضى الزراعية, تمثل شريان الحياة لمصنع السكر فى أرمنت, "أرض السكر" مهددة ياناس !
قيل لهم إن الهدف إنشاء مشروع مرسى سياحى عالمى للفنادق العائمة على هذه المساحة. إن المرسى محله شاطئ النهر الممتد على الضفتين من الأقصر حتى مدينة أرمنت الحيطقصأأأأ, إذن ما هى الحاجة لنزع ملكية هذه المساحة الشاسعة من الأراضى المنتجة للسكر ومشتقاته فضلاً عن الفاكهه والخضروات ؟، إذا كان الغرض إنشاء منتجعات سياحية فى هذه المنطقة الخضراء حول هذا المشروع العملاق, لا بأس من إقامتها بعيداً عن الكتلة الزراعية.. أمامكم الصحراء شاسعة, أم أن الهدف تحطيم قلوب الفلاحين الغلابة الذين نصرتهم ثورة يوليو منذ أكثر من خمسين عاما ووزعت عليهم آراضى الإستصلاح الزراعي؟
أهلي وناسي في قرية "المريس" بالأقصر يستنجدون.. يستغيثون بكل مسئول وبرجال حماية الآراضى الزراعية وبجمعيات حماية حقوق الفلاح إن وجدت وقف نزع ملكية آراضيهم الخضراء حفاظاً على الرقعة الزراعية التى تتناقص ولا تزيد.. الأرض هي الباقية, هي الأمن والأمان.. هي الحضن أما السياحة على العين والراس.!
إن الأمر جد خطير ويحتاج إلى تدخل لإعادة رسم خريطة المشروع بعيدأ عن الأرض والكتلة السكنية والناس الغلابة.
محمود النوبى
من أبناء قرية المريس
نائب رئيس القسم الدبلوماسي بالأهرام
للمزيد من التفاصيل:
ennoby9@yahoo.com