بقلم/ جورج إسحق
نعم كل ما يحدث على امتداد مصر من أسوان إلى الإسكندرية إلى سيناء مرورابوسط الدلتا من تحركات احتجاجية تصل لحد الصدام مع قوات الأمن واستخدامهالرصاص الحي وقنابل الغاز كما حدث في المحلة ، ما هي بنظر السيد صفوتالشريف هو وشلة الفكر الجديد إلا مجرد فقاعات لا يمكن أن تهز أركان نظامالفساد والاستبداد والكساد.فقاعات هي أيضا كل التحركات الاحتجاجية التي شملت جميع الفئات الاجتماعية من قضاة و الذين تشكل سلطتهم وفقا للدستور ثلث سلطة الدولة التي تتوزعبين سلطة قضائية وتشريعية وتنفيذية ،فقاعات هم المدرسين الذين يتجاوزعددهم مليون مدرس إلى أساتذة جامعة إلى موظفي العقارية ،إلى الأطباء ،إلى المحامين وهى الفئات التي تشكل عصب جهاز الدولة في مؤسساتهالمختلفة ، ناهيك عن فقاعات العمال في أهم المراكز الصناعية ، وفقاعاتالفلاحين في مئات القرى التي قتلها العطش أو صودرت أراضى فقراءها لصالحالأغنياء من كبار الملاك ، حتى سكان العشوائيات في الكبش ومنشية ناصروالدويقة وارض المطار في إمبابة وطوسون في الإسكندرية هم أيضا فقاعات ،كل هذه الفئات المحتجة والتي تمثل أكثر من 95% من سكان مصر احتجاجهاورفضها مجرد فقاعات بنظر السيد صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني الحاكموشلة الفكر الجديد.كيف يمكن أن نفسر أو نفهم هذا الخطاب السياسي البائس الذي لا يعبر إلا عنقصر نظر سياسي بل عن عمى سياسي أو"عمى حيسى " في الحقيقة؟لا يوجد تفسير إلا أن هذا النظام السياسي وقادته وصل بهم الأمر إلى حدالفجور السياسي الذي يبنى حساباته على أنها خربت ولا مجال لإنقاذ الوطنالذي تسببوا في خرابه ، وان المطلوب منهم التشبث بحكمهم بأي ثمن رغم كلما يسببه للوطن من خسائر ودمار ، واستنزاف ما يمكن استنزافه من ثروات ،إلى أن يأتي الله أمرا كان مفعولا إما أن ينتهي اجلهم وهم محتفظون بكلالسلطة وما نهبوه من ثروات الوطن ، بعد أن اطمئنوا على مستقبل عائلاتهمبما نزح من هذه الثروات خارج البلاد، وإما انهيار أمنى وسياسي شامل قد يطيح بسلطتهم أو نفوذهم وهنا أيضا الطائرات تنتظرهم للتمتع بما سرقوه منثروة الوطن على شواطئ كان والبهاما.وفى كلتا الحالتين موتهم أو هروبهم نحن الخاسرون نحن الوطن الذي يرونهفقاعات لا تستدعى مجرد اهتمامهم، فهل نصمت؟ هل نصبر على مزيد من الخراب؟لا حل لنا ولا مخرج لهذا الوطن إلا بأن نعمل معا حتى يدرك النظام ورجالهبأن الفقاعات أصبحت طوفانا سوف يكتسحهم ، طوفان أول مهامه هو تقديمهمللمحاكمة، لحسابهم على كل جرائمهم في حق هذا الوطن ولاستعادة ما نهبوه،خاصة وان آليات العدالة الدولية سوف تتيح لنا هذا .ليسعى جميع الشرفاء في الأحزاب السياسية والنقابات العمالية والمهنيةومنظمات المجتمع المدني لأن يضعوا يدهم في يد الحركات الاحتجاجيةوالمطلبية لبناء تحالف التغيير الديمقراطي من اجل مجتمع العدل والحريةحتى يدرك أمثال هؤلاء الذين يروننا فقاعات وهم يحاكمون على ما ارتكبوهأننا طوفان التغيير القادم الذي سوف ينظف وجه هذا الوطن ويمسح عنه كلملامح الظلم والاستبداد والفساد، ويضع أمثالهم خلف جدران السجون التياتسعت في عهدهم لكل الوطن .
No comments:
Post a Comment