هذا الموضوع وجدته منشور في احد منتديات مكتوب عام 2004 فقررت إعادة نشرة ختى لا ننسى جرائم مباحث امن الدولة و أن ضياط أمن الدولة الذين إرتكبوا جرائم في حق المصريين يجب تقديمهم للعدالة فهذا واجبنا ,الحكاية لفتاة مصرية إسمها لايانا بهجت
الى كل من سيقرأ كلامى...ما ستقرئوه اللآن ليست قصة حياة و لا هو فيلم سينما انما هى قصة واقعية حدثت لى انا شخصيا ... .مش عارفة كلامى ده ممكن يوصل لحد فين .. و هايكون ايه ردود افعال اللى هايقرئوه ...بصراحة مش عايزة اعرف الناس ممكن تقول ايه ... لأن اللى هايواسى مش هايفيد بحاجة و اللى هايشمت مش هايأثر فى و اللى هايبتسم ابتسامة مستهزئة و يحاول يكدب الكلام هايكون من حقه التكديب و لكن ايضا مش هايفرق فى شئ اللى باتمناه منكم انكم ماتحسوش بالملل لما تقروا الكلام و تستحملونى للنهاية لأنى هاكتب اللى يجى فى بالى و مش هاقراه و لا اعدل فيه لأنى لو قرأته ممكن جدا ما يتبعتش اصدقائى.. واسمحوا لى انى اعمم الكلمه لأن فيه ناس من اللى بيقروا كلامى يعرفونى حق المعرفة و فيه منهم اللى عاشر الموضوع من البدايه و كمان فيه ناس عمرها ماسمعت اسمى و لا حتى اتخيلت ان فيه انسانه بالإسم ده فابالتالى باستأذنهم انى ادعوهم بالأصدقاء...و اسفة مقدما للناس اللى ممكن قلوبها توجعها من اللى هاتقرئهكل مرة باكتب فيها قصة كنت باحاول اضيف لها اشياء من حياتى الشخصية و التجارب اللى باعتبرها كبيرة و كتيرة على سنى و اللى مع ذلك باحمد ربنا على انى قادرة لحد دلوقتى انى اصمد امامها و اللى كنت دايما باقول لنفسى انى اخترت الطريق الصعب علشان كده ربنا بيبتلينى علشان يشوف أأشكر ام اكفرتجربتى مع المرض و العمليات الخطيرة اللى الجميع كانوا متخيلين انى هاموت فيها و اللى بفضل الله عديت منها على خير لحد دلوقتى على الأقل ..كنت فاكرة انها هاتكون اخر الأحزان و ان ربنا هايعوضنى بعدها بالحياة الطبيعيه و حاجات تانية كتير يمكن اذكرها و يمكن لأ ..الله اعلمبصراحة انا ماكنتش ناوية اتكلم ... لحد لما حصلت لى حاجة من فترة لما قابلت صديقة عزيزة على جدا و لقيتها ( مأموصة منى) و زعلانه جدا و هزئتنى و بهدلت كرامتى انى جيت مصر و مااتصلتش بيها و اتهمتنى بإنى من جوة مش 100 100 فقررت انى اخرج عن صمتى و اتكلم لا لشئ الا لأنى حسيت انى فعلا لازم اتكلم و احكى عن اللى بيحصل للناس فى بلدنا و ازاى القيم و المبادئ ممكن تنهار فى لحظة و ازاى ان المشاعر و الأحاسيس ممكن كلها تكون مجرد كدبه كبيرة متفبركة و تنتهى فى لحظة فقررت انى اتكلم حتى لو فى كلامى ده تطفل على الآخرين.
او اذى لى ...( على فكرة انا عارفة ان بطريقة او بأخرى كلامى هايوصل لكل انسان مذكور فى القصة دى بالتالى اسمحوا لى انى ما اقولش اسماء لكن اسماء كل الناس و عناوينهم عندى لمن يهمه الأمر)قصتى ابتدت من كذا سنة.. من ايام ماكنت فى ثانوى ... و من اول لما دخلت الجامعة ... بس للأسف الشديد الجزء ده غير مسموح لى بالتحدث عنه اطلاقا... يجوز لما اموت حد غيرى يتكلم فيه ... عموما الجزء ده انا فخورة بيه جدا جدا و حاسة انه احلى وقت فى حياتى ... انما القصة الأساسية بدأت لما نزلت مصر السنه دىكنت فى اجازة و كان عندى خطط كتير جدا خصوصا ان الأجازة كانت اسبوعين بس ...ده طبعا بعد ما فبلت ايدين الدكتور المشرف على علاجى .... و للناس اللى مش عارفة انا باتعالج من ايه ... انا باتعالج من مرض السرطان ...و عامله عملية زرع نخاع و هى من اخطر العمليات و ادقها و قعدت فى غرفة منعزلة كذا شهر و كنت باشوف اهلى من وراء بدله عاملة زى بدل رجال الفضاء و باتكلم معاهم عن طريق تليفون خاص علشان مايحصلش عدوى لحد لما مناعتى زادت الحمد لله و اصبحت طبيعية الى حد ما و علشان كده لما قال لى طبيبى اننى ممكن ان اتعايش مع الوضع لفترة بالعلاج الكيماوى فقط توسلت اليه انى انزل مصر اشوف الناس اللى باحبهم و اشوف اهلى و اقابل صحابىوافق طبيبى على نزولى بس بعد ما البسنى سوار غريب من نوعه...
السوار ده بيقيس العمليات الحيوية فى جسمى كل 3 ساعات و بيرسل اشارات ان ( كله تمام) لكمبيوتر المستشفى و لجهاز خاص يستعمله طبيبى و يعتبر الجزء التانى للسوار ده و اذا حدث اى مشاكل فإن الجهاز يرسل اشارات مختلفة انى فى خطر او ان فيه شئ مش تمام و بالتالى فإن الطبيب يتصل بى على تليفونى او تليفون والدتى و يخبر من معى بكيفية الإسعاف .... طبعا كان فيه تنسيق مع احد الأطباء هنا فى مصر و هو دكتور اورام مشهور لأن للأسف الشديد مافيش الإمكانيات دى فى مصر .. امكانيات اسعاف مريض السرطان اذا حدث له اى مكروه يعنىنزلت مصر و اول حاجة عملتها انى رحت اسكندرية ازور قبر والدى الله يرحمه... بعدها كان لازم ارجع القاهرة و اشوف الكليه و اجدد شوية حاجات هناك... فبل نزولى بفترة فوجئت باتصال من خطيبى قرر فيه ان كفايه كده و ان الضغوط عليه كتير و انه مش ضامن انى اعيش بصورة سليمة بعد الإرتباط و قرر ان ده كان رأى انا شخصيا من زمان من اول ما عرفت بموضوع مرضى الا انه كان عنده امل كبير بس خلاص دلوقت عرف ان خلاص مافيش و قرر انه يرتبط ببنت سليمه ...قررت انى انسحب لأنى مش باحب اتقل على حد... بعدها بكام يوم و بعد نزولى لمصر فوجئت بمكالمه تهديد منه لأحد الأشخاص اللى بيعتقد انهم يعرفونى بيهدد فيه انه هايبلغ عنى امن الدوله !!! للأسف المكالمة دى سمعتها بالصدفة و ماكانش بإيدى انى ارد عليها ...استغربت جدا من المكالمه و اتصدمت لأن المفروض انه مش عارف انى فى مصر ... بعدها بيومين تلقيت مكالمه من صديقة مقربة لى و اكدت لى ان الناس دول فى طريقهم لإتخاذ اجراءات غريبة ضدى و ضده و اكدت لى انه اعلن الحرب على لا لشئ الا لمجرد اثبات الذات على حد قولها .... كلمت صديق عزيز على و طمنى ان اللى يحب يضر حد مش بيقول له انه هايضره...بيعمل العملة و هو بعيد...كنت لسه فى اسكندرية ...كان يوم 6 فبراير...كان الجو ممطر بشكل بشع... ساعتها كنت بابكى و صديقى فضل يهدى فى و يطمنى انه هايسندنى بكل ما يمتلك من قوهرجعت القاهرة و انا قلقانه و فى يوم و انا راجعة البيت مع والدتى حسيت ان فيه عربية ماشية واريا .. كانت بيجو 605 .. بينتا فى منطقة هادية لحد كبير و هناك الناس عارفين بعضهم .. حسيت ان فيه شئ مش طبيعى و نظرا انى رحت فلسطين اكتر من مرة و اتعاملت مع يهود و فلسطينيين و عرب ابشع من اليهود و لأنى عشت لوحدى فترة فى لندن كبرت عندى غدة الحذر بصورة كبيرة شوية فا طلبت من والدتى انها تلف بالعربية شوية كأننا مش لاقيين مكان نركن فيه لقيتهم فعلا ورايا و مش هاممهم انى شايفاهم او عايزينى اشوفهم ماحدش عارفقلت تبقى فيه مصيبة هاتحصل... كل اللى جه فى ذهنى ساعتها انهم يهود.... انا اتعرضت لمحاولتين اغتيال واحدة ادام بيتنا فى لندن من متطرف يهودى تتبع الإيميل بتاعى لحد ما وصل لعنوانى و دى كانت ايام الحملات اللى كنت باعملها ضد اليهود و التانيه كانت فى قلب المستشفى اللى كنت باتعالج فيها و كانت الممرضة هاتدينى حقنة هوا فى حملة شرسة للقضاء على نشطاء السلام فى العالم و خاصة اعضاء جماعة التضامن الدولى اللى معظم اعضائها مقيمين فى فلسطين الآنبس ساعتها افتكرت انى فى مصر مش لندن و انى اكيد لو صرخت و قلت الحقونى هلاقى الف واحد هايطلعوا لى من تحت الأرض..مع ذلك غدة الحذر رجعت تشتغل جامد فاتصلت بأخويا و قلت له يستنانى على باب البيت لأنى تعبانة و حاسة بدوخة ...و فعلا لقيته واقف مستني ... طلعت بيتنا و مارضيتش ابص ورايا علشان لو كانوا فعلا مراقبينى مايعرفوش انى شفتهم و منعت نفسى من التفكير فى التهديد اللى اتهددت بيهطلعت البيت حسيت انى كلى بارتعش من الخوف و القلق...بس كنت بارجع اطمن نفسى و اقول انا فى بلدى استحالة حد هايقرب لى... و علشان اهدى نفسى اكتر اتصلت بصديقة و عزمت نفسى على الغدا عندها و اتفقت معاها انى هاروح لها الصبح فى اليوم التالى..كان ده تالت يوم لى فى مصر و حسيت ان الأجازة بتطير و ماحاولتش افكر فى اى شئ ممكن يتعبنىدخلت انام ... و لكن كان مخى شغال ...نمت و رحت فى النوم تقريبا لمدة ساعة. بس شئ غريب تانى صحانى من النوم.. مسكت الموبايل و ابتديت الغى كل النمر اللى فيه... لحد دلوقت انا مش عارفة ليه عملت كده.. نمر كل الناس اللى خايفة عليهم...اصحابى و زملائى و الناس اللى بيساعدونى ...ناس كتير كتير اوى .. كنت باكتب النمر فى ورقة من غير ما اكتب اسامى اصحابها... او اكتب اول حرف او اى كود و اعتمدت على الذاكرة فى الحفظ ...سبت نمر قرايبى فى لبنان و مصر و سبت نمرة بيتنا و نمرة اخويا و مامتى تانى يوم و برضه علشان ااكد لنفسى انى فى امان..اتصلت بصديقتى و اكدت للها نى جاية عندها و خاصة انها ساكنه ورانا على طول... اخدت لها قطة صغير من بتوعى كهدية ..كانت الساعة 10 و الجو كان برد فبراير...حسيت ان فيه حد ماشى ورايا ..لما حاولت اسرع حسيت ان هو كمان بيسرع ... لحد لما بقى جنبى...لقيت قبضة ايد من حديد ماسكه دراعى.. بيقولى اتفضلى معاناحاولت افك ايدى منه بس كنت اضعف بكتير من انى اقاومه.. كانت المحلات فاتحة و شايفين اللى بيحصل لكن و لا حد اتحرك من مكانه..زعقت و قلت له انت مين و عايز ايه ... قالى تعالى معانا و انت هاتعرفى كل حاجة...طلبت انى اتصل بوالدتى لكن الموباليل فى لحظة كان فى ايده هوشئ من جوايا حسسنى انهم مصريين ... و ده طمنى لأنى قلت اكيد فيه حاجة غلط و هاتتكشف... كان لي تجربة مع امن الدوله من سنتين لما طلعت المظاهرات من الجامعة الأمريكية و اتمسكت فيها ...اتمسكت لأنى من اللى قادوا المظاهرات و ساعتها اصريت ان اخويا يجى معايا و كانوا الظباط فى منتهى الشهامة و الأدب و طلعت منها ببساطة بعد ما اخدوا اقرار عليه بعدم ممارسة الشغب!!!!؟؟ قلت المرة دى اكيد فيه غلطة... انا بقالى كتير برة مصر و حالتى الصحية مش بتسمح لى بالكلام بتاع زمان.. حاولت اتكلم و اعرف انا رايحة فين بس قوبلت بصمت كالقبور...قلت فى نفسى اسكت احسن لما اشوف اخرتها ايه و فكرت ان شباك اوضة صاحبتى بتطل على بلكونة اوضتى فا اكيد والدتى هاتقلق على لما ماتلاقيش انى وصلت و الموضوع هايتحل فى ثوانىكان الطريق طويل لحد كبير و حاولت اعرف انا فين بس كان فيه ستاير سودة على الزجاج بتمنع الرؤيه...قلت احسن اكون مخطوفة فصرخت فيهم انى هاوديهم فى داهية....كانت حاتى غريبة جدا ...كنت مستسلمة بس مخى ماكانش بيقف عن التفكير...مين دول و عايزين منى ايه ...انا ماكانش لى اى نشاط فى الفترة الأخيرة ...حاولت اصرخ مرة تانية بس و لا كأنى باقول حاجة...حاولت اعرف الطريق من الزجاج الأمامى بس كان صعب انى اجمع... غيابى عن مصر خلانى نسيت الدنيا و الشوارع لقيت اننا داخلين مكان شكله غريب...ماكنتش مستوعبة المكان لحد لما نزلت من العربية...مبنى لونه رمادى قاتم...كأنه مبنى من الذل و الهوان...عرفت ساعتها انى فى امن الدولة...دخلت ... لأ اتحدفت فى غرفة متر ...فى نص متر... ضلمه حالكه ...سواد على لاجدران و مافيش بصيص من اى ضوء... بعد فترة اتعودت عينى على الضلمة فا ابتديت اشوف الحاجات اللى فى الأوضة.... دكه خشب لازقة فى الحائط و كرسى ... لمسته لقيته معدن ... حاولت احركه لقيته ثابت فى الأرض... عرفت انه اكيد متوصل بأسلاك كهرباء و خفت اقعد عليهفضلت انى اقعد على الأرض بدل الدكه... يمكن تكون هى كمان متوصلة بحاجة ... جلست القرفصاء ... و بعد فترة تعبت فجلست على شنطتىكان عقلى شغال بسرعة البرق... كنت بافكر ان الناس اللى شافوا الحادثة اكيد هايقولوا لأهلى ... اكيد والدتى دلوقت بتتصل بالناس اللى تعرفهم... اكيد اكيد اكيد.... يمكن لو حد من اصحابى اتصل بى هايعرف انى مش بارد على الموبايل هايتصل بأهلى ...كنت بافكر ان اكيد فيه الف طريقة و طريقة علشان يوصلوا لى هنا....بصيت فى الساعة لقيت ان الظهر اذن من فترة...ماكنتش طبعا عارفة منين القبلة و لا منين اى حاجة فقررت انى اصلى و انا فى مكانى..جاءت فى بالى فكرة غريبة... هل مبنى امن الدولة مكان طاهر يمكن الصلاة فيه؟؟؟؟) و هل حوائطه يمكن التيمم منها ... ابتسمت فى سرى و نويت الصلاةكنت باصلى و انا جالسة و فى نص الصلاة سمعت صوت اقدام ماشية برة الزنزانه.... حاولت انى اكمل الصلاة بس كنت بربع عقل... خلصتها و قمت اشوف مين اللى بيتحرك بعصبية كده ماعرفتش اشوف اى حاجةابتديت اتعب و انهار ... افتكرت ان فيه ميعاد لحقنه مهمه لازم اخدها فى الوقت ده...العلاج الكيماوى بيتاخد كل اسبوع و بيفضل مأثر فى جسمى لمدة 4 ايام و لازم اخد حقنة الزوفران مرتين يوميا و الا يصيبنى الدوخة و لا اكف عن القئ ابتديت اخبط على الباب و اصرخ و اقول حد يرد على لكن لا حياة لمن تنادىاخذت ادويتى الموجودة معى و حاولت بلعها بدون ماء... اول مرة اكتشف طعم المرار و الصدأ فى الأدوية.. والدتى كانت بتديلى معاهم كوباية عصير برتقال او ليمون ... كنت قرفانة بس حسيت انى لازم احافظ على نفسى و صحتى و ان لو ربنا كاتب لى اموت فا مش هنا فى المكان القذر دهعدى العصر ... و المغرب ... و العشاء... انا الآن متيقنة ان اهلى قالبين الدنيا برة و مش ساكتين... بس ياترى ممكن حد فيهم يتخيل انى فى مبنى امن الدوله؟؟؟ الكارثة الكبرى ان الصديق اللى قلت له على مكالمة خطيبى السابق و تهديده لى مش عارف نمرة بيتنا ... ممكن يتصل بى و حد يرد عليه اكيد هايعرف انى مخطوفة بس مش هايعرف يبلغ اهلى !!! انهرت تماما ابتديت اصرخ تانى و اخبط على الباب و اشتم و اتوعد و اهدد و انا عارفة كويس ان و لا حد هايقولى انت فين ... فضلت اقول يارب خدهم يارب خدهم يا رب خدهم ... يا مغيث اغثنى يا مغيث اغثنى بصوت عالى لحد لما حسيت انى باقع من الإرهاقفقت من الإغماء لقيت نفسى على السرير او الدكه ... عرفت انهم فتحوا الباب اكيد و شالونى حطونى هناك... المرة دى حسيت ان فيه نور جاى من مكان ما كأنه ضوء بسيط بس مش عارفة منين ( بعد كده عرفت انه كاميرا للمراقبة )... اول حاجة عملتها انى شفت انى سليمة و محدش اذانى ... حمدت ربنا و ابتديت الملم شتات افكارى مرة تانية كان ميعاد الدفعة التانية من الدواء عدى و انت مغمى على ... دورت على شنطتى لقيتها موجودة .. استغربت جدا انها لسه معايا و حسيت بنية الشربعدها بلحظا اتفتح الباب و لقيت خيال حد داخل الزنزانه و بيشدنى بيقولى فقت يا روح خالتك ... طب فزى بقى تعالى قابلى سعادة الباشادخلت ..اقصد اتحدفت ...لقيت ظابط هناك شكله خلانى عايزة اتقيأ.... لو الشيطان شافه هايقول انا زى القمر...بالرغم من صمتى و سكوتى الا ان منظره و طريقة قذفى على المكتب استفزتنى انى اشتمه... بس كنت عارفةانى لو تفوهت بأى كلمة هايكون فيها موتى... بالعافيه منعت عضلات وجهى انها تشكل تعبير الإشمئزاز و القرف من شكله... حاولت انى احافظ على هدوء اعصابى تماماابتدت الأسئلة بشكل سريع و ممن غير فرصة انى ارد... فوجئت ان فيه واحد بيكتب اعترافاتى بكل حاجة من غير ما اتكلم و لا حرف... ادركت ان الموضوع ملفق فلزمت الصمت التام و ما حاولتش اسمع الظابط القرد بيقول ايه لأنه مالوش لزوم ... ركزت فى شئ واحد بس ... انى اراقب حركاته و اجهز نفسى لرد فعل سربع لو حاول انه يمسنى... كنت متوترة جدا و بارتعش من جوايا... انا واثقة فى نفسى تماما و عارفة ان رد فعلى الجسدى سريع بس المرة دى مختلفة ... اولا مرضى مخلينى ضعيفة و هشة ... ثانيا انى امام ناس معدومى الضمير و كتير و ممكن يتغلبوا على كل اللى عملته انى فضلت ادعى ربنا انه ينجينى منهم ... مش عارفة ليه جاء فى ذهنى الدعاء ده... يارب زى ما نجيت زوجة ابراهيم من يد فرعون نجينى من ايديهم ...يارب زى ما شليت ايده انها تتمد عليها شل ايديهم... اول مرة فى حياتى ... اقسم بالله انى اول مرة فى حياتى ادعى الدعاء ده... عمرى ما سمعته من حد ... بس حسيت انى لازم ادعيه و انى اوقن من الإجابة و لقيت نفسى باقولهمع ان وشى كان صلد و ماكانش فيه اى تعبير انما ماقدرتش امنع دموعى من التساقط بغزارة ... فوجئت انى بابكى بصمت و من غير ن اشعر لقيت صفعة على خدى من القرد.... و بعدها فضل يشتم و يلعن فى جدود جدودى ... من شدة الصفعة و قعت على الأرض ... قمت فى لحظة لقيته زى النمر الهائج و فى لحظة لقيتنى باترمى على الكرسى تانى و فى اللحظة التالية لقيتنى فى الزنزانه!!!!؟؟؟ لحد دلوقت مش عارفة ازاى ده حصلجلست فى الزنزانة و انا بابكى ... فضلت ابكى والف زى المجنونه ... ادركت انى ما اكلتش حاجة من الفطار و انى ما اخدتش الدواء الا مرة واحدة بس ... دورت على شنتطى لم اجدها ... ادركت انهم اخدوها من ضمن الحاجات... بصيت فى الساعة لقيتها 3... مابقيتش عارفة هى 3 الصبح و لا العصر ... حاولت انام بس من كتر الإرهاق ما قدرتش... دعيت دعاء القنوت.... و دعيت الدعاء اللى ربنا الهمنى بيه فى غرفة التعذيب... و دعيت دعاء سيدنا يونس فى بطن الحوت... فضلت اردد ايات من القرآن و نمت من التعبفقت بعنف على كمية ميه مهوله ذات رائحة كريهة... ماقدرتش امنع نفسى من القئ... انا اساسا مش باطيق الهدوم اللى لابساها اكتر من ساعتين و لازم اغيرها مريضة بوسواس قهرى اسمه مرض النظافة... كده بقالى مده لا اعلمها بنفس الهدوم و كمان مبلولة بمياه واضح انا نجسةلقيت الظابط داخل على فى الزنزانه... دلوقت بقى فيها نور كهرباء مش عارفة منين... لقيته بيقول لى لو تحبى تغيرى هدومك انا عندى هدوم .... المرة دى بصيت له بمنتهى القرف اللى فى الدنيا... قلت له انى افضل اكون بالهدوم القذرة دى على انى البس هدوم نجسة من عنده.... اتجنن اكتر و ابتدى يتفوه بألفاظ قذرة و بعدها سابنى و مشى بعد ما اصدر اوامره بمنعى من الأكل او الشرب او اى شئ و اخد معاه الشنطة حاولت بقدر المستطاع انى ما انهارش .... كنت مريضة بشكل بشع... كنت باموت فعلا استدعيت مرة تانية .. كانت هدومى نشفت و ابتديت اتعود على الريحة ... اكتشفت ان النظافة الكتيرة بتعادل القذارة الكتيرة ... ابتسمت و انا بافكر اتفكير دهو انا فى طريقى لغرفة التحقيق والتعذيب افتكرت والدى رحمه الله ... كان يقول لى انت زى القطط بسبع ارواح و مش هاتموتى الا لما ارواحك السبعة يخلصوا ... افتكرت ان فيه دوح منهم راحت فى لندن مع اليهودى الأولانى .. و التانية مع اليهوديه ... و التالته كانت فى غزة فى فلسطين... ابتسمت مرة اخرى لما اكتشفت ان لسه عندى اربع ارواح ... مش عارفة ليه نزلت على سكينه غريبة و هدوءالمرة دى دخلت و انا معتزمة على انى اتكلم بوقاحة و اعرف هم عايزين منى ايه... انا هاموت بس لازم اغيظهم قبل ما اموت... كان هناك القرد و واحد تانى شكله مش مريح ... ابتدت سلسلة الإتهامات مرة تانية... المرة دى ركزت اكتر و حشدت كل طاقتى انى ارداكتر حاجة كنت خايفة منها انى ارتبك.. و انهم يشعروا بخوفى.. قررت انى ارمى نفسى فى البحر و زى ماتيجى تيجىلقيت نفسى بين اتنين.. واحد ورايا و الآخر امامى... و اذا بالأسئلة تنهال كالطوفان... عشرات بل مئات ... الاف من الأسئلة عنى و عن اسرتى و عن اصدقائى و عن عائلتى فى مصر و فى لبنان عن الأقارب و الأصدقاء و الألوان و الشوارع كنت الهث و انا احاول الإجابة ... و لكن لم اكن خائفة و لا قلقة و لا مرتبكة... اصابتنى حالة من السكون و الهدوء التام لا ادرى لماذا تذكرت قبر رسول الله فى ذلك الوقت ... صرخت بدون صوت ... يا نبى كدت ان اقع من الألم... احسست اننى سأموت و تمنيت الموت ان يأتى فى هذه اللحظة و لا يتأخر ... و كأنهم احسوا بى فبدأت الإتهاماتالعمل على هدم النظام و تهديد الأمن القومىالإنتساب الى جماعات متطرفة ارهابية ادمان المخدرات!!!! افقت للحظات و بدأت الملم افكارى مرة اخرىرديت عليه و قلت له و ايه كمان... انا فوجئت بنفسى بارد الرد ده و اكيد هو كمان فوجئ لأنه بلم لمدة ثوانى ... قال ايه مش عاجبينك دول ... جرى ايه يا..... انت مش معترفة امبارح ... قلت له لأ ... و بعدين انا مش مدمنه مخدرات... راح ماسك دراعى و شد الكم بانت اثار الحقن اللى باخدها ... قال للظابط اللى جنبه شفت اهو فيه حقن زى ما اتقال لنا ... اثبت دى عندك ادركت ان الموضوع فيه شئ غامض .... كلمة اثبت دى عندك و زى ما اتقال لنا معناها ان فيه حد ...و لكن شئ بداخلى دفعنى الى استفزاز هذا القرد فسألته ...ها و ايه كمان.... و فعلا نجح الموضوع و انقلبت سحنته الى شكل الوطواط و قال لى انت هاتستعبطى مانت عارفة كويس استمريت فى استفزازه و سألته ايوه اللى هو ايه يعنى اللى انا عارفاهابتدى الإتهامات مرة اخرى و كان من ضمنها ادمان حقن الهيروين !!! قلت له هم المدمنين دلوقت بيجيبوهم عندكم ... طيب ما ترحوا تجيبوا اللى فى الشوارع هتلاقوهم بالكومه.... قال لى بلاش تردى بدل ما تتعبى... خدى بالك انت ما اخدتيش الدواء بقالك يومين و انت كده هاتموتى و امسك علب الدواء و سكبها امامى على الأرضساعتها ادركت فعلا ان فيه وشاية ... كنت باحاول اعرف مين اللى بيكرهنى للدرحة دى... مين اللى ممكن يأدينى بقلب ميت اوى كده من غير ما يتهز له طرف... مر على ذهنى خطيبى السابق و تهديده لى بس ما قدرتش اقف عند النقطة دى كتير ... اذا كان ربنا اراد اننا ننفصل فده مش معناه انه يأذينى... خصوصا ان ده كان طلبه ...وقتها رن الموبايل و واضح ان المتحدث كان واحد او واحدة من اصدقائى ... الظابط القرد فضل يسأله عن اسمه و منين عرف النمرة دى ... و بعدين شتمه و ادعى انه صاحب النمرة و الموبايل و انى سرقاه منه !!! بعد لما خلص المكالمه قلت له ضيف تهمة سرقة الموبايل دى عندك ... بص لى باستهزاء و قالى نعم ياختى انت هاتجبى علينا ... قلت له اه ... و لا هو التهم لازم تكون من عندكم انتم و بس انا كمان ممكن احط لنفسى كام تهمة تحابيش كدهحسيت انى بادوخ و بارتعش كلى... كنت واخدة حقنة الكيماوى من 4 ايام و اثارها ابتدت تنسحب من جسمى ... الحقنة دى مميته فى مفعولها لما بتتاخد و لما بتبتدى اعراضها تروح ... حرقان فى الصدر و سخونة فظيعة و حرارة عاليه ده غير اعراض القئ المستمرحسيت انى باموت... لكنى تذكرت السوار اللى فى ايدى و حسيت ان ممكن تكون فيه نجاتى ... فهو اكيد ارسل اشارات لطبيبى ان هناك خطأ ما فى العمليات الحيوية فى جسمى... حمدت ربنا ان فيه طريق للنجاة اهو و ان ممكن حد يعرف اهلى مكانى دخلت الزنزانه مرة تانية و كان الحارس اللى بيسحبنى المرة دى امير لحسن الحظ و ببركة دعاء الوالدين او يمكن لأن ربنا استجاب دعوتىفوجئت بيه و احنا فى طريقنا للزنزانه بيقول لى ان هو اللى دلق على المياه القذرة دى ( بلاش اقول هى ايه اصلا علشان ماحدش يقرف) بس هو حس انى بنت ناس و مش وش بهدلة لما شاف الإستجواب الأولانى .و قرر انه يعمل كده علشان ريحتى الوحشة تقرفهم منى و تبعدهم عنى !!!! و ان دى وسيلة من وسائل تعذيب المساجين الرجالة مش المسجونات!!! و ان فيه و سائل البشع بكتير جدا و انهم ناويين لى على الشر ماعرفتش اشكره و لا اضربه بس ماكنتش قادرة انى حتى ارفع راسى .... كان كل املى فى الدنيا شربة ماء ... لكن اوامر الظابط القرد كانت بمنع الماء و الطعام عنى... الأكل بالنسبة لى مش بيفرق انما المية مش باقدر اعيش من غيرها ... توسلت اليه انى اشرب لكنه قال لى للأسف الزنزانه متراقبة و انه ممكن يروح فى داهية لو اكتشفوا نه اصلا بيكلمنى!!! قلت له انا مستعده اديلك اللى انت عايزة لو بلغت اهلى انى هنا ... رد و قال انه موافق انه يبلغهم و انه عارف بيتنا فين و عارف ان اهلى ناس ذوق !!!للأسف مافهمتش النظرة دى و لقيتنى فى الزنزانه مرة تانية ... جلست على الدكه فسمعت صوت زى الفحيح .... خفت انه تكون حية او تعبان و فضلت فترة تزيد على الساعتين واقفة فوق الدكه و فى النهايه توكلت على الله و قلت فى عقلى انها لو حية ها توصل لى حتى لو علقت نفسى فى السقف ... و ادركت انهم يحطمونى عصبيا حتى انهار او اقتل نفسى ... بعد مرور اكتر من 10 ساعات فتحت الزنزانه مرة تانية و استدعونى فوجئت بسلسلة اتهامات جديدة من ضمنها التخابر مع جهات اجنبية!!!! حسيت ان حرارتى فوق الأربعين وا نى مشرفة على الموت ... لم استطع الرد بأى شئ ... كنت اتقيأ بشده و لا اعرف هل اتقيأ دم او اننى اخرح امعائى ... عرفت فيما بعد ان الأجنبى الذى اتصل بى كان طبيبى لأن جهازى لم يكف عن الرنين طوال الوقت و انه اتصل عدة مرات و كانوا يسبونه و يشتمونه زى ما هو نتوقع من امثالهم...من الواضح انه اغمى على ... افقت من الإغماء وجدت اننى فى غرفة اخرى !!! و لقيت وجه جديد داخل على ... بيعرف نفسه انه مندوب منظمة حقوق الإنسان و انه يريدنى ان اعترف بكل الإتهامات اللى قالوها لى علشان اخرج من هنا ... !!!! و تركنى و خرج بعد ما ظل يتحدث لأكثر من ساعة ...بالطبع عرفت انه منهم و لم تنطلى على اللعبة... بعد لما خرج وجدت ان الحارس الجالس على باب الغرفة هو نفس الحارس ( الملاك الشيطانى) الذى سكب على الماء النجس ليحمينى ...لم استغرب فقد عرفت انه منهم و لكنى قررت ان استغل الموضوع ... طلبت منه ان يذهب الى اهلى ليخبرهم بمكانى ... كنت احسب اننى فى مستشفى و لكنى ادركت اننى فى زنزانه اخرى ... قال لى مافيش مشكلة و كانت عينه على خاتم ارتديه ... خلعته فنظر الىالسوار و قال لى علشان تكون علامه تانية منك ( اصل الخاتم فيه منه كتير) و لكنى اخبرته ان خلعه مستحيل لأنه سوار طبى و انا مريضة و حاولت ان ابسط له الموضوع حتى يستوعبة و فى النهايه قلت له انه مجرد ( حتة حديدة ماتسواش) فاتجهت عيناه الى الساعة... ادركت ما يريد و لكن الساعه هذه كانت ساعة والدى رحمه الله و انا ارتديها منذ وفاته ... قلت له ان قيمتها المادية تتعدى ال 10000 جنيه و لكن قيمتها المعنويه بالنسبة لى لا تقدر بمال و اوصيته ان يعطيها لأهلى و ان يأخذ شيكا بقيمتها ... اغراه المبلغ فقال لى واضح انك نت ناس و متربية و من عيلة و انا هاقول لك مين اللى مبلغ عنك... ده بس لوجه الله مش اكتر... كنت كلى اذان صاغية و انا اسمع منه الإسم... فوجئت انه خطيبى السابق و انه هو و احد اصدقائه من دلهم على ... و انه فعل ذلك لينتقم من والدتى التى اهانته فى بداية علاقتنا ليثبت لها انه قادر على ايذائها و ايذائى !!!! قال لى انه اخبرهم بكل شئ عنى و عن اشياء لا يعرفها سواه هو حتى يستخدموها ضدى ...و عندما سألته من اخبرك بهذا قال انه سمعها من صديق له كان يقف حارسا عندما دار هذا الحديث بين خطيبى و بين صديق مشترك بينه و بين الظابط القردّّّّ!!!! يعنى الموضوع كله مجاملة اصحاب و محاولة لإثبات القوة !!!؟؟ لا اعرف لماذا شككت للحظات انه يفعل كل هذا بإيعاز منهم و ليس لوجه الله... احسست انه يقوم بذلك لإبلاغى رساله معينة ... اصل مش ممكن الحدوته اللى حكاها لى دى تكون سليمه ... و حتى ان كانت سليمة فقد اصبحت اشك فى اصابع يدى ليست سليمه و لا منطقية اطلاقا... عرفت انها مجرد ( شد ودن ) من شخص يريد استعراض عضلاته لا اكثر و عندما رأوا اننى سأموت ربما اكون ( صعبت عليهم) فقرروا ان يعتقونى لوجه الشيطان لأن هؤاء لا يعرفون اللهاحسست وقتها اننى انهار تماما... كنت طوال الوقت اشعر بالقوة و اننى قادرة على المواجهة حتى و انا مريضة ... لكننى الآن شعرت اننى ضعيفة ... عارية امامهم و انهم يعرفون عنى كل شئ... و ياليته كل شئ بما يرضى الله و لكن معظمها اشياء املاها عليهم من لا ضمير له و لا قيم...و عندما عدت الى زنزانتى بعد اقل من 24 ساعة كنت الف حول نفسى كالمجنونه و اتسائل لماذا... انا حاربت الدنيا لأقف بجواره و هناك اشخاص يقرأون كلامى هذا يشهدون على صحته ... لأن منهم من كان يقف ضدى ... كنت اتسائل هل هذا هو الشخص الذى اعتبرته ابا لى عوضا عن والدى ... هل يمكن للحقد ان يتحكم فى صاحبه لهذه الدرحة ... لدرجة انه يدعى على من كانت ستصبح زوجة له اداعاءات كاذبة و قذرة ... و هل سينجو بفعلته هذه من عذاب الضمير... و هل عقد اتفاق مع الله على الا يصاب بالمرض هو و من سيتزوجها و من سينجبهم من اطفال ؟؟؟ هل و هل و هل .... كدت اموت من و التساؤلات ... الى الآن لا اريد تصديق ان هذا ما حدث بالفعل و لا اريد حتى ان اخوض فيهعندما استدعانى القرد مرة اخرى تأكدت ان الحارس الملاك الشيطانى كان يفعل هذا بمعرفتهم لأن القرد كشف عن يدى و وجد السوار و قال لى هى دى بقى وسيلة الإتصال بينك و بينهم ....ياااه دانتى غلبتى ناس كتيرة اوى ... ياما تحت الساهى دواهى... ثم اتبعها بوصلة من الشتائم المنتقاة عن اصلى و اصل عائلتى و عن ان والدى كان من المنسحبين فى حرب 67 و انه عار على مصر )) ساعتها لم استطع منع نفسى من الإبتسام فالجميع يعرف ان والدى حاصل على نجمة سيناء و هو اعلى وسام فى الجيش لأنه قتل بيده 3 جنود يهود و احتفظ بمسدساتهم و خوذاتهم الى يومنا هذا استفزته ابتسامتى المستهزئة و كأننى اقول له اذا كان والدى عار على مصر فأنت ماذا تكون فأحضر ( سنجة حديد) و ادخلها بين رسغى و بين السوار فى محاوله منه لكسره ... استجاب السوار بصعوبه و لكن كسر ذراعى نفسه .... لم اشعر الا بنار شديدة تحرقنى فى ذراعى و ان الدنيا غامت فى وجهى و ان الظلام يسود العالمتفوهت بالشهادتين و ادركت اننى اموت اقفت من الغيبوبة فوجدت نفسى امام ابى ... كان ينظر لى بكل حنان و يقول لى حمدا لله على سلامتك ... الحمد لله انك بخير... شممت رائحة تشبه الديتول فتسائلت هل الجنه بها ديتول؟؟!! نظرت اكثر فوجدت امى تنظر الى و تبكى فقررت انها ماتت هى الأخرى و اننا سويا فى الجنة و لكن متى حدث هذا بدأ الغيام يزول رزويدا رويدا و بدأت استوعب ان هناك وجوها كثيرة منها وجة الطبيب المصرى المشرف على علاجى هنا فأدركت اننى لا زلت فى الدنيا و سمعت اصواتا كثيرة صوت نحيب والدتى و صوت اطباء اخرين و ادركت ان الذى تخيلته وجه ابى هو وجه اخى عرفت بعدها ان طبيبى بعد لما اتبهدل بالعربى و هو بالطبع لا يعرف شيئا من اللغة العربية اتصل بأهلى فى المنزل واخبرهم بما يحدث له و انهم كانوا يظنون اننى اختطفت ... و لكن عندما ذهب الحارس قد ذهب الى والدتى و اخبرها اين انا ... و انهم ذهبوا للمبنى اياه و دوخوهم السبع دوخات و انهم حكموا عليهم ان يتسلمونى من قسم (...) مش من عندهم و انهم حكموا عليهم الا يحضروا سيارة اسعاف مع علمهم اننى كنت فى غيبوبة و ان ذراعى قد كسر كسر مضاعف... كما ادركت اننى قضيت امثر من 5 ايام فى المعتقل ... خمسة ايام كاملة و بضع يوم بدون دواء و بدون علاج و كانت نتيجة ذلك ان مناعتى هبطت الى النصف بعد ان كانت قد وصلت الى 96% .. لو احنا فى دوله محترمه كنت ممكن اقاضى اللى كانوا السبب فى الكارثة دى لكن للأسف احنا فى دوله ملهاش كبيربالطبع لما مناعتى قلت بالصورة الفظيعة دى اضطريت للبقاء فى العناية المركزة فى مصر لمدة اسبوع كامل و لما رجعت لندن و الدكاترة هنا شافوا منظرى (رقعوا بالصوت) لأنى بهدلت العمليه و شخرمت الأبحاث اللى كانوا بيتحدوا بيها العالم فى مجال القضاء على مرض السرطان عن طريق عمليات زرع النخاع من المريض نفسه ... و البركه فى القرود ...اللى ماسكين امن الدولة
فيه ناس من اللى بتقرأ كلامى ده انا عارفة ان مراكزهم تسمح لهم بنشره فى الجرائد و انا قاصدة انى ابعته لهم... مرة تانية اسامى الظباط و المسئولين عندى لمن يهمه الأمر... بالنسبة لى كتيير جدا عرضوا على ان ينتقموا لى بطريقتهم الخاصة و اللى هاتكون ابشع مما يتصوره الجميع انما انا مارضيتش ... مش علشان انا ملاك و لا انى مترفعة عن ايذاء من اذانى بالعكس انا نفسى انى اشوف كل المتسببين فى ايذائى متعلقين من رجليهم و بينضربوا بالكرابيج .....انما انا لى اسبابى.. الأول ان طول عمرى من المنادين بهدم السجون و المعتقلات ... و من اكتر الناس اللى بتبعت لجمعيات حقوق الإنسان العالميه اللى اتشرف انى اكون عضوة في احداها زى ما كنت عضوة فى السلام الأخضر و من اول ما انضميت لها و انا باعرض المآسى اللى بيتعرض لها المساجين .. اللى للأسف ماكنتش اتوقع انى اكون منهم...
ثانيا و هو الأهم ... مستقبلى اللى ضاع تماما بسبب الكلاب اللى رفضوا اعطائى ادويتى.... مين يعوضنى عنه... مش هاقول انى كنت متفوقة لأ بالعكس انا كنت طالبه عادية جدا فى كليتى اللى تعتبر من كليات الصفوة فى مصر... انما كل من يعرفنى يعرف جيدا انى كنت من البارزين فى المجال السياسى ... لدرجة ان احد المذيعين فى ال BBCعرض على العمل فيها بعد انتهاء دراستى و لدرجة ان صحيفة زى الجارديان نشرت لى مقالة عن مذبحة جنين و ما حدث فى نابلس و عند المعابر فى فلسطين بالصور و مرة تانية عندى الكلام ده لمن يهمه المر بشرط الا يكون عميل
دلوقت انا مجرد شئ ملقى على كرسى ... كل اسبوع اروح المستشفى اخد جرعة الكيماوى اللى تضاعفت بالطبع... و دلوقت الأطباء هنا رافضين انى حتى اتحرك من مكان لمكان .... بالتالى تغيبت عن كليتى بعد ان كان باقى لى سنه واحدة و اتخرج... ماحدش يقولى هايتعوض لأنه مش هايتعوض و انا عارفة ده لسبب واحد بس و هو ان السرطان تمكن من الغدد الليمفاويه ... بالتالى اصبح من الصعب علاجه ... و بالتالى it's a matter of time زى ما الطبيب قال لى بنفس البرود الإنجليزى المشهور... يعنى انتهيت خلاص... مين المسئول عن ضياع صحتى و هل ممكن يتعاقب؟؟؟؟ ما اظنش و حتى لو اتعاقبوا هل هايرجعوا لى اللى ضاع منى... مستفبلى و صحتى و انا لسه لم اكمل عامى الواحد و العشرين ؟؟؟
كتير جدا كنت باسأل نفسى ليه يارب ابتليتنى بالمرض و انا فى عز قوتى ... انما كنت بارجع و اقول ان المؤمن دائما مصاب... انما دلوقت اقسم بالله ان مع كل نفس خارج و كل نفس داخل انا بادعى على كل من آذانى ان ربنا يبتليه بالمرض ... مايكونش فى نفسه انما يكون فى اعز الناس اليه علشان عذابه يكون مضاعف ... و يبتليه بظالم لا يتقى الله فيه ... و منتهى دعائى ان ربنا ينتقم لى من كل من كان السبب فى اذائى ....و بالرغم من ان فيه ناس بيتهمونى ان ده ضعف انما انا حاسة ان ده منتهى القوة انى الجأ الى من هو اقوى من الجميع... الى الله
المحزن انى كنت طول عمرى متوقعة ان ممكن فى اى يوم من الأيام يحصل لى كده... انما مش من اولاد بلدى... من اليهود و اتباعهم ... من اى حد تانى الا من الناس اللى المفروض انهم بيحمونى .... ده من وجهة نظرى للأسف... انما دلوقت اطبائى رافضين تماما فكرة نزولى لمصر بل بالعكس بيخوفونى من نزولى و بيدعموا رأيهم بأن مصر غير آمنه و يحكم امنها شواذ
الطريف انى كان نفسى اموت و انا ماسكه ميكروفون و بانقل احداث ساخنة من ساحة المسجد الأقصى... هو ده كان حلم حياتى ... الى كنت باحارب علشانه... و اللى اخترت دراستى على اساسه... و اللى كان مسبب رعب لخطيبى انى هاكوون على طول معرضة للموت ... و كانت كل مناقشاتنا بتدور حول كيفية حمايتى من القتل ... يبدو انه اراد اختصار الطريق
و الطريف ايضا ان حراس السفارة الواقعة امام منزلنا شاهدوا عملية اختطافى و لكنهم لم يحاولوا مساعدة امى و هى تبحث عنى مع انهم يعرفونى و يعرفوها و يعرفون والدى رحمه الله جيدا لأنهم كانوا صعبانين عليه لأنهم ( وافقين على رجليهم ليل نهار ) ..... و االأكثر طرافة ان الحارس قداخذ من امى شيك بمبلغ 10000 جنيه و لم يرد لها الساعة بل لم يذكر لها انه اخدها منى اصلا !!!!!))) و الأطرف اكثر ان بعد مرور شهر قبض على مرة اخرى فى محاولة اخرى لتكديرى و لإستعراض العضلات ... و لكن فى هذه المرة استدعى اخى السفير البريطانى بصفتى مواطنة بريطانية لأننى احمل الجنسية الإنجليزية و خرجت فى حماية القانون الإنجليزى فى سيارة السفارة البريطانية و حتى عند دخولى المستشفى اصر السفير ان ادخل بصفتى مواطنة انجليزية و عندما استغرب مدير المستشفى قال له بالنص انه من الأفضل لى ان اكون انجليزية فى بلدى لأنهم بالتأكيد سيعاملوننى ( بأدب )و احترام اكبر
وعمار يا مصر
لايانا بهجت