دائما عندما نقرأ كتاب بنأخد فكرة معينة عن من قام بالكتابة, و حتى الأن لم أرى أو أسمع كثيرين مما قرأت لهم
لكن أكيد كل كتاب بيعبر جدا عن صاحبه عشان كده بتكون الصورة اللي في خيالك شبه الحقيقة كتيرة و هذا ما حدث معي لما قابلت علاء الأسواني الكاتب الذي شعرت بصدقة ووطنيته من كلمات كتابة و كلماته عندما رايته و قابلته.
و هناك بعض الكتب التي قد تخدعك و مؤخرا حدثت لي خدعة من كتاب "تاكسي" و صاحبة خالد الخميسي
كتاب تاكسي أو حواديت المشاوير الذي يحكي عن الهم المصري سياسيا و إقتصاديا و إجتماعيا و به نقد لاذع للنظام المصري على كل المستويات حيث ينقل صاحب الكتاب أحاديث جرت له مع سائقي التاكسي .
الخدعة التي تعرض لها هو إعتقادي أن خالد الخميسي كاتب في حين أنه لم يكتب شيئا حقيقيا إنما كان كل ما فعله هو نقل أحاديث السائقين الذين هم أصحاب الفكر و أبطال الحواديت الموجودة في الكتاب حيث إقتصر عمل خالد الخميسي على إلقاء أسئلة مثل "ليه؟ , إزاي,.... في محاولة لدفع هؤلاء "البسطاء" كما أطلق عليهم خالد للحديث و إكمال الحدوته . و من هنا كانت المصيدة التي وقعت أنا فيها لكنها إنكشفت لي بمجرد ان سمحت لي الظروف الوجود مع خالد الخميسي في احد الندوات كان هو المتحدث فيها.
خالد الخميسي البالغ من العمر 45 سنة المتحفظ جدا و الحذر في كلامة حتى الخوف و الذي تحدث ان مشكلة المصريين تكمن في خوفهم ,الخوف الذي يجعلنا في حالة عجز تام و كأنه يصف ذاته, ثم يقول أنه يحالو تكسير الحيطان بينة و بين نفسة ليتحرر فيستطيع ان يكتب لان الكاتب يجب أن يشعر بالحرية و السلام مع نفسة أولا ليخرج ما بداخلة دون خوف و دون ان يضع القيود من نفسة على نفسه و قد أعجبتني تلك الكلمات التي يتضح فيها ان الخميسي يعرف جيدا مشكلته و من هنا يحاول التغلب عليها ,
إلا ان الخميسي يختلف كثيرا عن تاكسي او سائقي التاكسي الذين تحدثوا فنقل الخميسي ما ذكروه , فهم يتحدثون بحرية و يسخرون و ينتقدون بينما يبقى الخميسي داخل اسوار خوفة و قلقة و هو في {رأيي لا يصنع كاتب لكن ربما ناقل و مشاهد و هو الوصف الصحيح الذي أريد أن أطلقة على الخميسي.
و الخميسي هو إبن عبد الرحمن الخميسي ( قام بدور الشيخ يوسف في فيلم الارض).... كان الرجل شاعرو كان مناضلا يحب مصر و كتب بحرية و كان يحلم بالديموقراطية و الأحزاب فتم إعتقاله أيام عبد الناصر لمدة ثلاثة سنوات و تم إغلاق جريدة المصري التي كان يعمل بها ثم تم رفده من جريدة الجمهورية ,هذا الرجل الذي "لم يكن لدية حيطان حتى الوقاحة" كما وصفة خالد الخميسي و لكن لم يستطع الخميسي أن يكون مثل والده حرا فلم يكتب طول حياته إلا قليلا و كانت معظمها سيناريوهات و ابحاث لم تلقى أي نجاح في رأيي و قبع في مكتب جريدة الأهرام بفرنسا يصدر نشرة "صباح الخير يا فرنسا" نشرة لم يكن يقرأها احد و يبدو أن تلك الفترة أثرت بالسلب كثيرا على الخميسي الذ ي يكره أن يكون صحفي لان الصحفي بيكتب للكتابه على حد تعبيره لكنه يفضل أن يكون كاتب و يصف الخميسي الصحافة التي تربى عليها بانها صحافة كاذبة سطحية أحادية الجانب صفراء غير عميقة و لم يذكر خالد الخميسي أي صحيفة او مؤسسة صحفية كان يعني؟!! و إن ما كنتش الأهرام يعني حتكون إيه ؟, ثم جاءت ضربة الحظ ب"تاكسي" و التي أعدها بحق ضربة حظ لصاحب الكتاب الذي لم يرقى بعد في رأيي لمستوى الكاتب
كان الخميسي يتحدث عن سائقو التاكسي بإبتسامة و تعجب أنه كيف هؤلاء البسطاء يقولون تلك الكلمات العميقة التي بهرته و هم الأميون على حد وصفة و لا ادري لماذا الإحساس بالتعالي على هؤلاء و أنهم دون المستوى و هل لان الخميسي لديه ماجستير في العلوم السياسية من السربون و أحد السائقين لا يملك إلا الإبتدائية يكون الخميسي أكثر حكمة و ثقافة!!!!؟؟؟ أعتقد أن الخميسي قد ظلم هؤلاء بل و قلل من شأنهم فكم من حاملي الدكتوراه و لكنهم جهلاء عن حق.