"أخي المتحرش كده عيب "
"أخي المتحرش ممنوع التحرش"
"منطقة امنه ممنوع التحرش"
"فخور لأني غير متحرش"
"مصر خالية من التحرش"
خطرت ببالي تلك الكلمات عندما وصلني الإيميل عن حملة حنتكلم التي تدعو الجميع ان يتحدث
لا اعرف من أين أبدأ بس حتكلم
سألت نفسي أكثر من مرة من هم الذين يمارسون تلك العادة السيئة حاولت أكثر من مرة ان أربطها بسن أوطبقة إجتماعية أو مستوى التعليم و لم تفلح محاولاتي ففي كل مرة كان يحدث لي ذلك في الطريق أو الأماكن العامة يكون الشخص مختلفا في عمرة فلم اجد حدود للعمر و كذلك الطبقة الإجتماعية
أما مستوى التعليم فقد رأيت من هم يتمتعون بمستوى تعليم راقي و لكنهم مصابون بهذا الداء من
التحرش بالإناث أو "المعاكسة" كما نسميها
ما يحدث في شوارع مصر هو تحرش يتفاوت بين الإصرار في النظر لإمرأة أو التحرش باللفظ او التحرش المادي باللمس
النزول للشارع عندي معاناة و أتحاشى المشي على الأقدام رغم حبي له فكم من المرات حاولت أن أتمشى على الكورنيش في أسكندرية و لم أسلم من ألسنة و عيون و أغبياء يصرون إلا أن يفسدون علي الإستمتاع بلحظات أمنه في سلام ففي كل مرة أضطر أسفة في النهاية أن أستقل تاكسيا عائدة لبيتي دون اتمام فسحتي. و
كم من المرات أضطر لتغيير إتجاهي أو ان أسلك طريقا أخر أكثر طولا حتى أتحاشى المرور من أمام
شلة من الشباب تكون واقفة أول الشارع او قهوة ممتلئه بهؤلاء المرضى الذين يمارسون تلك العادة.
أول تحرش تعرضت له في حياتي كنت في الحادية عشر من عمري يعني كنت طفلة و بسذاجة شديدة و أدب سألت الرجل الذي "عاكسني" إن كان يريد شئيا ....فلم أدرك وقتها أنه بيعاكسني ....
و فيما بعد أدركت هذا الداء الذي يعاني منه المصريين و في بادئ الأمر كنت اتجاهل تلك الكلمات و النظرات التي كانت تعتدي علي و على أخوتي و أصحابي في الليل و النهار في كل وقت و أي مكان ثم
قررت و انا في سن الخامسة عشر أن لا أكون سلبية في حقي و حق الأخريات فكرت كثير كيف يمكن ان
أوقف ذلك الإعتداء اليومي و كانت أفكاري في تلك المرحلة في أن احمل سلاحا أبيض و لكنني تراجعت فلن أستطيع إستخدامة او حتى التهديد به فأنا أكره العنف بأي حال ثم فكرت في إستخدام البيض أحدفهم بالبيض و لكنني وجدته ليس حلا و قد يردون بعنف ثم قررت أخيرا أن أرد بلساني عن نفسي ما يؤذيني أو يجرحني و بدأت إستخدام هذه الطريقة و كنت أجد في كل مرة ما أرد به دون خروج ......
و مع الوقت وجدت أن طريقتي تريحني و في نفس الوقت تصدم من تعرض لي فيتخبط و يتكعبل و ميعرفش يعمل إيه و لن أقول أنني نجحت في أيقاف المعاكسات أو أن طريقتى نجحت في تعلثم كل المتحرشين .
كنت قد نسيت تلك المعاناة اليومية و أنا هنا في فرنسا ثم قرأت ما حدث في ميدان طلعت حرب من تحرش بالفتيات و النساءو و عند نزولي للشارع في تلك المدينة الفرنسية أحسست بالإمتنان و الحب و التقدير لكل رجل فرنسي و أنا أمشى حرة و في سلام لا يجرؤ رجل أو إمرأة حتى ان تنظر إلي او ان يتحدث إلى احد
إلا بإذن و بمنتهى الإحترام و شعرت بالحزن و الحسرة على بلدي و الرجال في بلدي و ما يحدث للبنات و النساء في بلدي..من رجال هم إخواتهن و أباءهن و أزواجهن و أبناءهن.
الفرنسيون يتمتعون بأدب و علم و ثقافة و هم أيضا لديهم مشاكل و لكنهم
يواجهون مشاكلهم و عيوبهم و يحاولون إيجاد حلا لها و لا يصدرون بيانات كذبا ليداروا بها إهمالهم كوزارة الداخلية المصرية و كلابها الذين أصدروا تعليقا على أحداث التحرش في وسط البلد قالوا فيه أن ذلك
لم يحدث" و هو حصل و هناك شهود .......ليس لدي تعليق أكثر من على المهزلة التي نعيش فيها يجب تفعيل مواد القانون التي تعاقب المرتكبين و كمان أن يتحدث رجال الدين في المساجد و الكنائس و نعلم الأطفال في المدارس ان تلك هي جريمة