credit @wa7damasrya مسيره يوم المرأه العالمي بالقاهره عام 2013 |
قد تصمت المرأه للابد او تتحدث عن الامر بعد وقت قصر او طال قد يصل الي سنوات
فعمليه البوح و اعلان التعرض للاغتصاب هي عمليه صعبه و قاسيه
و منذ ان تبدأ المعتدي عليها ان تتكلم تبدأ فورا عمليه التشكيك في روايتها
و يجهل الكثيرون حقائق عده عن الاغتصاب و أثاره النفسيه و آثاره على
الذاكره حيث يتسبب في فقدان بعض التفاصيل و هو رد فعل نفسي دفاعي، لذلك قد
تبدو روايات المعتدي عليها مربكه او غير منطقيه وغير واضحه في بعض اجزائها
و تظل جرائم الاغتصاب من الصعوبه جدا اثباتها
فهي تعتمد غالبا على روايه المعتدي عليها
و لذلك ارى انه في جرائم الاغتصاب و انا هنا لا اتحدث من منطلق قانوني
لان القوانين في رأيي بها عوار كبير فيما يخص تلك الجريمه و ما يخص حقوق
النساء بشكل عام و ارى انه من الصعب تغيير قوانين تتحكم بها في الاغلب
عقليات ذكوريه و ابويه لذلك سأتحدث هنا من منطلق انساني و نسوي و ارى انه
في جريمه الاغتصاب الاخذ بمبدأ المتهم بريء حتى تثبت ادانته
يعني تلقائيا ادانه المغتصبه و اتهامها بالكذب و هو امرا كارثيا مجحفا
خاصه ان قرار البوح يتطلب شجاعه من المعتدي عليها حيث انها في كل الاحوال
ستتحمل المسئوليه اكثر من الرجل حتى لو ثبتت ادانته طبقا لاعراف
المجتمعات الذكوريه التي نعيش فيها
ولذلك يصبح افتراض البراءه حتى اثبات الادانه في هذه الحاله ما هو الا
مخرجا للجاني وافتراض ادانه للضحيه فاي عداله اذا مع تطبيق هذا المبدأ
و حتى بالنظر الي جرائم الاغتصاب على مستوى العالم و الاحصاءات المتعلقه
ببطلان اتهام شخص بالاغتصاب سنجد انه امر جدا نادر مقارنه لإحصاءات ثبوت
جريمه الاغتصاب
و اذا وزانه بين الضررين ضرر الاتهام الباطل للجاني وضرر تكذيب المعتدى عليها
و بالاخذ في الاعتبار ان المجتمع ينظر للاغتصاب ليس كجريمه و انما كعلاقه جنسيه فقط خرجت عن حدودها
فان الرجل المدان او المتهم بالاغتصاب عاده ما يكمل حياته بشكل عادي و
بمنتهي الاريحيه و لا ينظر اليه المجتمع بطريقه سيئه او يعاقبه في حين ان
المراه المغتصبه و خاصه لو تم تكذيبها فانها تصبح منبوذه اجتماعيا و متهمه
بانها ارادت ان تدمر حياه من اتهمته وتضطر للاختفاء و الانسحاب من
دوائرها الاجتماعيه .
لذلك فان الاخذ بمبدأ تصديق المعتدي عليها و اسقاط مبدأ المتهم بريء حتى
تثبت براءته هو الاساس و الخط الرئيسي الذي يجب ان تبني عليه قضايا
الاغتصاب