تجمعت النساء تجرجر جلاليبهن و أطفالهن عن اليمين وعن الشمال و قد أحاط بهن ما يفصلهن عن الرجال الذين قد إفترشوا الارض او واقفوا يكبرون و يهتفون
أجواء من البهجة و الفرحة تملىء المكان يصحبة تهلليل كبير عند صعود المنصة لشيخ قد تخطى الستون من عمرة يقف الشيخ بين الحضور و يبدأ بالحديث عن شرع الله ثم عن قدرة الله و ضعف الانسان و يتأثر الشيخ و يتأثر الحضور فيبدأ بمناداة الله والدعاء له و يردد الحضور من خلفة يا رب يا رب , يتكرر المشهد في استاد او صوان في الفيوم او حلوان إنها ليست صلاة العيد لا تندهش أهلا بك في حملة مرسي المرشح الرئاسي للاخوان المسلمين او كما يحب الاخوان ان يقنعونا أنة مرشح حزب الحرية و العدالة
خطاب مرسي الرئاسي ليس فية أي خطاب ولا اي رئاسة و نحن امام سبق و ظاهرة جديدة لم نراها في أي حملات رئاسية في العالم في تاريخنا الحديث فالمرشح الرئاسي لا يلقي على جمهور الناخبين أي خطاب يتعلق ببرنامجة الرئاسي أو مشروعة وإنما يلقي خطبة دينية و يتحول مرسي من مرشح الرئاسة لإمام مسجد في خطبة الجمعة و إن كان ذلك في حد ذاتة جديد و مضحك الا أن المضحك المبكي أن مرسي الذي يحمل مشروع النهضة لا يتحدث أبدا عن مشروع النهضة أو أنه على الارجح لا يعلم شيئا عن مشروع النهضة و لا عما يحملة و بذلك يصبح مرسي ليس فقط استبنا بل هو ايضا كحمار يحمل أسفارا و قد ساقه المرشد و نائب المرشد خيرت الشاطر ليكون رئيسا دون إرادتة بل بالسمع و الطاعة و هو شخصيا لا يبدو مقتنعا و لا يعلم لماذا و كيف ؟
تتحول زيارات مرسي في حملتة الي حلقات للابتهالات الدينية لكن الكارثة هي أن مصر لن تحل مشاكلها الاقتصادية و الاجتماعية بالدعاء و الابتهال فقط بل ببرنامج واضح المعالم يتحدث عنه المرشح و يعرف جوانبة و تفاصيلة ولكن يحمل مرسي أسفارا لا يعلم عنها شيئا و لم يتوقف الأمر على ذلك بل أن الادهي من ذلك هو أنه حتى مشروع النهضة ما هو إلاوهما كبير و استخفاف بعقول المصريين
فالمتابع لمجموعة الملفات التي قامت بنشرها جماعة الاخوان عن مشروع النهضة ستجد حديثا ضعيفا فقيرا وهميا وبالفعل لا يمكن أن يطلق عليةإلا "الأي كلام" و كأن النهضة هي فقط وسيلة التاجر الشاطر كي يأتي بالزبون ليشتري بضاعتة و ليتها بضاعة ذات جودةلكنها بضاعة حمضانة خسرانة سيأكلها الزبون ثم يصاب بالمرض و الضعف و هو بالضبط ما سيحدث للمصريين الذين سينخدعون و يقعوا في فخ التاجر الشاطر وربما الشيء الوحيد الذي نفهمة من مشروع النهضةهو أن القطاع الخاص و الرأسمالية سيكون هو المتحكم في الاقتصاد المصري و هو ما لا يختلف كثيرا عن مشروع جمال مبارك
أما الحديث عن جماعة الأخوان القوية المنظمة التي ستقود مصر للنهضة فكل هذا لا يتعدى الديكور فالاخوان وجماعتهم ورئيسهم يمكنهم ان يحشدوا و ينظموا لمظاهرة او حفلة فيأتي إليهم الناس بالسمع و الطاعة او بالزيت و السكر والفراخ أما أن نتحدث عن نهضة أوتنمية فتلك خدعة فأي ابداع و أي تنمية يمكن أن تخرج من جماعة السمع و الطاعة و البيعة لشخص كالمرشد و مكتب الارشاد
محاور مشروع النهضة كلها فشنك و لا نرى فيها أي فكر أو دراسة كما يزعم الاخوان أو حل لمشاكل المصريين بل ان جماعة الاخوان أرادت أن تحصن نفسها من الفشل الذي تعرف أنه آت مع هذا المشروع الكاوتشوكي فزعموا أن المشروع يحتاج لسنوات تزد عن العشرة و طبعا لو بعد أربع سنوات لم نرى الا الخصخصة التي ستزيد فقر الفقراء فلن تكون غلطت النهضة لكن و بل علينا أن نعطي للاخوان اربع سنوات اخري و ربما اربع سنوات تليها
للأسف الشديد لن تنجو مصر من ابتلاء حكم جماعة الاخوان فقد ينجح مرسي لا قدر الله بما يملكة الاخوان من نفوذ مادي و ديني يشترون به ناس مصر المحتاجين الذين قدم لهم الاخوان من رعاية مادية وصحيةو خدمية ما لم تقدمه الدولة على مدى عقود ربما ينكشف الاخوان عندما يصبحوا اصحاب السلطة و يستوجب عليهم ان يقدموا كل ذلك من خلال الحكومة و هنا قد ييتحرر الناس من عبودية الاخوان و استغلالهم أو يواجه الاخوان مصير مبارك و نظامة