كلام كتير نفسي أقولة و أحكية من أول ما حصلت جريمة نجع حمادي التي قتل فيها مسحيين و مسلم يوم عيد
الميلاد أمام الكنيسة حتى إعتقالنا من أمام محطة القطار بنجع حمادي و إحنا راحييين
ناخد بخاطر اهالي الضحايا و نقدم واجب العزاء عايزة أتكلم عن البنات اللي كانوا معايا إسراء عبد الفتاح منى احمد فؤاد و ماريان حنا و سلمى عقل و رؤى إبراهيم ونادية زنائي و أميرة الطحاوي والولاد وائل عباس و محمد خالد و باسم فتحى و ناصر عبد الحميد و شريف عبد العزيز و مصطفى النجارو احمد بدوي و إسماعيل الإسكندراني و بولا عبدة و باقي الشباب و التجربة الصعبة التي مررنا بها و لكني عارفة ان فيه ناس تانية عاشت ما هو ابشع على يد زبانية هذا النظام نظام مبارك من ظباط امن الدولة و الشرطة اللي عذبوا و قتلوا أخرين محدش عرف عنهم حاجة و إن لولا الموبيلات و الإنترنت و الناشطين المصريين اللي إتكلموا و نقلوا على الإنترنت كل حاجة و لولا المتضامنين من العالم كلة كان ممكن إحنا كمان نروح من غير ما حد يحس بينا
لازلت مقتنعة أن وراء حادث نجع حمادي يوم الميلاد هو النظام المصري نفسة فحادثة نجع حمادي أظهرت مصر المتقطعة بين مسلمين و مسيحيين و التي بحاجة إلى نظام مبارك القوي للسيطره على الأمور كما ان الحادثة ستبعد الأنظار عن الجدار الجريمة على حدود غزة.
ذهبنا كمصريين ألقينا إختلافتنا و توجهاتنا ورا ضهرنا و ذهبنا نعزي ,ذهبنا أقباط و مسلمين نؤدي واجب فإتهمتنا السلطات بإثارة الفتنة و إنما هم من يثيرون الفتنة
توجهت إلى محطة مصر في مساء الخميس لأستقل القطار متجهين لنجع حمادي عند وصولنا في الصباح الساعة الثامنة إستقبلنا احد أهل الصعيد و خرجنا لنستريح في قهوة ملاصقة للمحطة ثم قمت مع بعض البنات أردن الذهاب لدورة المياة و على بعد خطوات فؤجنا برجل ضخم مش متربي يصرخ فينا "إقفوا هنا أحسلكو" إستنوا هنا " لم أستوعب إلى تلك اللحظة من يكون هذا حتى قام بشد بعض الفتيات من دراعهم و هنا وجدت جحافل أمن مركزي مسلحون يطلقون صيحات "ها ها ها " و يقفزون و يحاصرون ثمان بنات و يجبروننا على العودة للخلف في إتجاه القهوة معرفتش إسم الضابط اللي قاد عملية الإختطاف(صورتة موجودة تحت ) لكن اللي كان وراها ضابط أمن الدولة "مصطفى جمعة"
ركبنا سيارة الترحيلات و كانت قذرة و مظلمة و ضيقة سيارة الترحيلات مكتوب عليها من برة تحت جنب النمرة "لنقل المساجين" في رأسي جاءت ميت فكرة و راحت "هو إحنا مساجين؟" "هو إحنا عملنا إيه؟" "هما حياخدونا فين" بالرغم من الاسئلة دي كلها لم ينتابني لحظة خوف واحدة لأني أعلم تماما أننا على حق و اننا إتخدنا غدر عارفة أنهم أغبياء متخبطين و مجرمين حتى أنهم قد إختطفوا معنا إتنين كانوا بيشربوا قهوة و ظل الرجلين يقولون إحنا كنا بنشرب قهوة بس و إفتكرت فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" فلازال النظام الحاكم في مصر يستخدم نفس الطرق و التفكير القمعي المتحجر العجوز من خمسين سنة .
في سيارة الترحيلات حاول الجميع عمل إتصالاتة في أسرع وقت و عندما وصلنا نزلنا من السيارة القذرة التي دفعنا تمنها من ضرائبنا و موارد بلدنا ليحتجزونا بها هؤلاء الأنذال الذين لا يعرفون الله و معندهمش أي ضمير
في قسم نجع حمادي أخدوا موبلاتنا و بطاقات هويتنا وطلبوا من كل واحد ان يقول إسمة ثم أجبرونا على الصعود لسيارة الترحيلات تاني المرة دي البنات لوحدهم و الشباب لوحدهم و أغلقوا علينا تلك السيارة اللعينة القذرة الخانقة المظلمة و لم نعرف إلى أين نتوجه حاولت السؤال لكن لا أحد يعلم حتى العساكر الواقفين على الباب الخارجي الأول لم يكن يعلمون فهم محبوسون مثلنا و مغلق عليهم بباب أخر من الخارج , تلك السيارة هي أداة جرم في حد ذاتة و كم سمعت عن أبرياء ماتوا بداخلها مختنقين أو من اثر الإرتطام بحوائطها الحديدية فمن يقودها عسكري بلا قلب يقودها بسرعة مرعبة على طريق غير أمن
إستطاعت إحدى السيدات معنا و هي منى احمد و هي صعيدية من سوهاج جدعة جاءت تعزي أيضا إستطاعت ان تعرف إلى أين نتجه من الطريق و قالت لنا اننا نتجة لمحافظة قنا و هي بعد نجع حمادي و في إتجاة معاكس لطريق القاهرة و بالفعل وصلنا قنا و هناك وضعوا الشباب في حجز و البنات في حجز قام ضابط شرطة بتفتيش حقائبنا بطريقة غبية كان عايز ياخد من كلة واحدة أي حاجة حتى أنه وجد معي "فوطة صحية" أراد ان يفتحها فطلبت منه أن يتركها كدت ان اضحك في بعض المواقف بالرغم من صعوبة الموقف الذي كنا فيه
جاءوا بإمرأتين ضخمتين لتفتيشنا واحدة واحدة لوحدها داخل الحجز و كانت ماريان حنا اولنا فدخلتا معاها إنتباني قلق شديد على ماريان و وقفت أصرخ في الضباط "مين دول اللي دخلوا معاها دول ممكن ياكلوها غنت مش شايف منظرهم" و غقتربت من الباب أنا و إسراء محاولين الدخول و بعد وقت دخلت انا فوجدت السيدتين يقولون أنهم قد أجبروا على عمل ذلك و أنهم عارفين أن إحنا ناس كويسة و معملناش أي حاجة على حد تعبيرهن إنتهت عملية التفتيش و إستطاعت اميرة الطحاوي إخفاء موبايل و إستطاعت إخفاء كاميرا .
ما أثار إنتباهي أن ضباط امن الدولة و الشرطة عندهم "زبيبة صلاة" معظمهم و لكن أفعالهم إجرامية بشكل بشع و يكذبون بطريقة لا تصدق فقد أنكروا وجودنا عندما جاء د إسامة الغزالي حرب و السيدة مارجريت عازر يسالون عنا في مديرية أمن قنا و قد كنا محتجزين بالداخل و كانوا يقسمون للد. أسامة اننا لم نأت لمديرية أمن قنا
أعلنا الإضراب عن الطعام و اما غرفة الحجز فقد كانت قذرة بها صراصير وكانت شديدة البرودةا تركونا فيها 12 ساعة كنا نتحدث مع الشباب بالإشارات من شباك صغير أوي في الباب حيث كانت غرفتنا و غرفتهم متقابلتين
ذهبنا للنيابة في التاسعة مساءا تقريبا في نفس سيارة الترحيلات و بعد خروجنا منها كانوا يحيطوننا بكوردون من العساكر عدده كبير و كأننا إرهابيون و إحنا كلنا تمن بنات
في النيابة كانت التهم مضحكة فقد إتهمونا بإثارة الفتنة الطائفية و إحنا كنا مسلمين و أقباط رايحين مع بعض نعزي , و إتهمونا بالتجمهر لاكتر من خمس أشخاص و إعاقة السلطات عن تادية عملها كدت ابتسم و وكيل النيابة من التهم المثيرة للضحك بعد التحقيق كان أسامة الغزالي حرب و مارجريت عازر ينتظروننا و د.نوارة و هالة المصري وجودهم طمنا و بعد التحقيق نزلنا من مبنى النيابة و أثناء توجهنا لسيارة الترحيلات خرج قرار المحامي العام و الذي كان "التحفظ علينا لمواجهتنا بالضابط صاحب محضر التحريات إسمة احمد حجازي و قال في محضرة اننا وقفنا نتظاهر من الساعة الثامنة حتى الحادية عشر و الربع و كنا بنهتف "غمن الدولة مش عايزينة أمن الدولة هو السبب و مش عايزين وزيرة" و طبع إحنا تم إختطافنا تامنية و نص و بعدين الهتاف ركيك جدا و مش عارفين جابوة منين أثناء التحقيق تطوع محاميين كتير من اهل قنا الجدعان للدفاع عنا
أمام مبني النيابة لم نتحرك وقفت أميرة تطلب ان نبيت في النيابة و دة حقنا لان التحفظ مش معناة نبات في حجز و جلست أنا و إسراء على الأرض رافضين أن نتحرك و ظلت إسراء تتحدث بصوت عالي و إستطاعنا بمساعدة أسامة الغزالي حرب و مارجريت عازر أن نبيت في مستشفى قنا العام
ذهبنا محاطين بالامن و كانت هالة المصري بتصرخ فيهم "هما إرهابيين هما بن لادن عشان تعملوا معاهم كدة"
كان منظرا شاذا أن يحاط ثمان نساء بهذا الكم الهائل من الامن و كان الاهالي واقفين فكنت اصرخ "إحنا جينا نعزي في اهل قنا يا اهل قنا شوفوا بيعملوا فينا إية" و في المستشفى بتنا في غرفة قذرة ببابها له قضبان و كان فية خمس عساكر مخبرين على الباب و لما كان حد فينا يعوز يروح الحمام الذي يبعد متر عن الغرفة كانوا بيبعتوا وراه إتنين
كان شباك الغرفة المعفنة دي مكسور و الجو برد لم نستطع النوم و كانت حالة ماريان قد ساءت و ضغطها نزل جدا ثم تبعتها رؤى و سلمى و نادية و إسراء و حاولوا بكل الطرق إقناع البنات بوضع محاليل لكن كلهم رفضوا و قالوا مش حنوقف الإضراب لحد ما نخرج من هنااو نموت
كان فية ضابط مباحث إسمة محمد بسيوني كانت معاملتة كويسة تعاطفت معنا الممرضات لما عرفوا الحكاية و قالت لنا إحداهن إن اللي حصل ده مش من اخلاق الصعيد و أن الصعايدة أهل كرم و خير
لم يتم عرضنا على النيابة لمواجهة الكاذب ضابط التحريات احمد حجازي الذي لفق لنا المحضر و لم يحدث شيئاءا إلا إخلاء سبيلنا بعد ضغط الشديد من الناشطين المصريين و المجتمع الدولي
جاءت هالة المصري و مارجريت عازر و فرونيكا إبنة هالة و بلغونا قرار الإفراج و كانت هالة قد أحضرت لنا طعام لنفك إضرابنا و بالفعل فكنا الإضراب و اكلنا و شربنا
و اما المستشفى إستقبلنا حشد كبير من المحامين و الناشطين اللي جم من القاهرة و غادرنا في ميكروباصات للقاهرة و تبعتنا سيارة بوكس حتى سوهاج و بالمناسبة في الطريق إكتشفنا ان الداخلية أرغمت السائق عىل اخدنا للقاهرة و لم تدفع له حقة و طلب أن إحنا ندفع الاجرة لكن مش جديد على العادلى و رجلتة الندالة و الكدب و قهر الناس
مش عارفة أشكر مين و لا مين لكن لازم أقول إن مارجريت عازر و هالة المصري أدين لهم بالكثير
و معهم د. أسامة الغزالي الحرب
شكرا للمحاميين و الناشطين مش عايزة انسى حد
لم نذهب للبطولة ولا للشهرة و إحنا مش أبطال و لا عملنا حاجة إحنا كنا رايحين نعزي لكن غباء النظام كان سببا فيما حدث و إذا كان فيه حاجة ممكن تشوة سمعة مصر فهي هذا النظام و رجالة من امن الدولة و الداخلية
بقول لسلمى و إسراء و منى و ماريان و رؤى ونادية و اميرة بالرغم الظروف الصعبة أنا حسيت قد إيه إحنا كنا أقويا مع بعض و قدمنا مثال يحتذى به لقوة المراة المصرية و وطنيتها ووقفها في وش الظلم بقول لسلمى اللي عمرها 21 سنة ربنا يحميكي قد إيه كانت قوية و هي أصغر واحدة فينا , إسراء بجد صوتك انقذنا في مواقف كتير و إني يا اميرة و منى صبركم و هدؤكم كان بيقوينا و ماريان حنا عارفة أنك بتشتغلى في التنمية و العمل الإجتماعي لكن مستنية وعدك انك بعد اللي شوفتية تنضمي للإخوان زي كا قلتى للظابط و رؤى قد إيه كانت بتتكلم بعقل
و بقول للشباب بجد سعدت اني إتعرفت على من لم أعرفهم منكم من قبل و بالرغم من فصلنا في غرفتين للحجز لكن كنا حاسين بيكو و حاسين إننا كلنا روح واحدة .
مصر هي إحنا مش هما